266

(خير له من المال يورثه غيره): وإنما كان خيرا من المال لأمور ثلاثة:

أما أولا: فلأن نفع المال عائد إلى غيره بعد موته، ونفع الثناء راجع إليه نفسه.

وأما ثانيا: فلأن المال يزول ويتغير، بخلاف الثناء فإنه لايزول ولا يتغير، ويبقى على وجه الدهر.

وأما ثالثا: فلأن لسان الصدق لشرفه جعله الله ميراثا للأنبياء كما حكيناه، والمال لحقارته جعله الله ميراثا للفراعنة، فلا جرم كان ما قالهعليه السلام حقا لما قررناه.

(ألا لا يعدلن أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة): [الخصاص](1) والخصاصة: الفقر، قال الله تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}[الحشر: 9] ومراده هو النهي عن العدول عن القرابة إذا رأى بهم خصاصة.

(أن يسدها): أن يصلحها، من قولهم: سددت الثلمة إذا أصلحتها.

(بالذي لا يزيده إن أمسكه): بالما ل أو بالنفع الذي لا يزيده غنى إن هو تركه لنفسه.

(ولا ينقصه إن أهلكه ): ولا يؤثر في حاله بالنقصان، إذ ما نقص مال من صدقة، إن أهلكه بإعطائه إياهم.

(ومن يقبض يده عن عشيرته): ومن يقبض عطاءه ونعمته؛ لأن اليد عبارة عن النعمة، عن أقاربه وأهل خاصته من أهله.

(فإنما تقبض [منه] (2)عنهم يد واحدة): فحقيقة حاله أنه قبض يده لا غير وهي يد واحدة، وهم إذا قبضوا أيديهم بالتأخر عن نصرته، وإعانته على الأمور، ومرافدتهم له نقصوه وقلوه.

(وتقبض منهم(3) عنه أيد كثيرة): إذ هم آحاد وأشخاص عدة فلهذا كثرت أيديهم.

(ومن تلن حاشيته): لين الحاشية، جعلها عليه السلام كناية عن حسن الخلق ولين الجانب، كما جعلوا قولهم: فلان يقدم رجلا ويؤخر أخرى، كناية عن تحيره.

পৃষ্ঠা ২৭১