265

(عن عشيرته(1)): أهله وبنو عمه الأقربون إليه، وإنما سموا عشيرة أخذا من التعاشر، وهو: التخالط لاشتباك أنسابهم.

(ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم): أراد منعهم له بالأيدي عمن أراد البطش به، وبما يكون من ألسنتهم من الدفع لمن أراد ثلم عرضه.

(وهم أعظم الناس حيطة من ورائه): حاطه حيطة وحياطة، إذا كلأه ورعاه، والحيطة مضافة إلى من، والمعنى في ذلك أن القرابة هم(2) أشد الناس رعاية وكلاءة لمن وراءه من الأولاد، وحفظ ما يتعلق به في حال الغيبة والموت؛ لأن قوله: من ورائه يحتمل الأمرين جميعا.

(وألمهم لشعثه): وأجمعهم لما تفرق من ذلك، والشعث: انتشار الأمر وتفرقه، يقال: لم الله شعثك أي جمع أمرك المنتشر.

(وأعطفهم عليه عند نازلة إن نزلت به): العطف هو: الرجوع، من قولهم: عطفت الناقة على ولدها إذا رجعت لإرضاعه، والنازلة: الواحدة من شدائد الدهر، يقال: نزلت بهم نازلة، إذا أهمهم أمر عظيم، وأراد أنهم أرجع(3) الناس لتفريج ما ينزل عليه من الشدائد والأهوال لمكان الرحم ووشيج القرابة.

(ولسان الصدق يجعله الله للمرء في الناس): لسان الصدق يحتمل أن يكون من باب إضافة الموصوف(4) إلى صفته نحو مسجد الجامع على تأويل لسان القول الصدق، فيكون المعنى اللسان الصادق وهو الثناء الحسن والحمد العالي، وعبر باللسان عما يوجد به كما عبر باليد عما يكون فعله باليد، وهي العطية، كما قال تعالى: {وجعلنا لهم لسان صدق عليا}[مريم:50]، وقوله: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين}[الشعراء:84].

পৃষ্ঠা ২৭০