وأصح ما قيل، في مدة الفرس، من ابتداء ملك كهمورث ابن أميم، إلى انقضاء ملكهم من الأرض، ثلاثة آلاف سنة، ومائة سنة، وأربع وستون سنة. وانقضى ملكهم، بقتل يزدجرد ابن شهريار، في خلافة عثمان بن عفان، سنة اثنين وثلاثين من الهجرة. وكانت الفرس، قليلة الكتب والرسائل. ولم يكن لهم اقتدار، على بسط الكلام، وإخراج المعاني من النفوس، إلى أن ملك زرادشت، صاحب شريعة المجوس. وأظهر كتابه العجيب، بجميع اللغات. وألزم الناس، بتعليم الخط والكتابة، فمهروا في ذلك. ولغات أهل فارس، في القديم، خمس: الفهلوية، والدرية، والفارسية، والخوزية، والسريانية. أما الفهلوية، فمنسوبة إلى فهلة اسم يقع على خمسة بلدان. وهي: أصبهان، والري، وهمدان، ونهاوند، وأذربيجان. وأما الدرية، فمنسوبة إلى دار الملك. وهي لغة أهل المدائن. وبها كان يتكلم، من بدار الملك. وأما الفارسية، فيتكلم بها الموابذة والعلماء، وهي لغة أهل فارس. وأما الخوزية، فبها كان يتكلم الملوك والأشراف، في الخلوة، مع حاشيتهم وأصحابهم وأما السريانية، فكان يتكلم بها أهل السواد، إلا أنها سريانية غير فصيحة.
পৃষ্ঠা ২৩