جاء الخبر إلى دمشق بمسك جماعة من كبار أمراء مصر منهم آق سنقر والحجازى وبيدمر البدرى وغيرهم تتمة ستة فجمع نائب الشام الأمير سيف الدين يلبغا الأمراء بعد الموكب واستشارهم فيما يصنع فاختلفوا عليه فكاتب إلى النواب بالبلاد الشامية فأجابه بالطاعة نائب حلب أرغون شاه فتحول نائب دمشق بأهله وخزائنه إلى القصر الظاهرى فأقام به أياما فقدم عليه أمر السلطان يعلمه أنه قد كتب تقليد أرغون شاه نائب حلب بنيابة دمشق ويأمره بالشحوص إلى القاهرة فانتهز الرسول ورده بغير جواب فلما كان من الغد وهو يوم الخميس منتصف الشهر خرج بجميع أهله وغلمانه ودوابه وحواصله إلى خارج البلد عند قبته المعروفة به اليوم وخرج معه أبوه وإخوته وجماعة من الأمراء منهم قلاوون وسيفاه فيمن أطاعهم فباتوا ليلتئذ بأرض القبيبات فلما كان من الغد يوم الجمعة نودى فى البلد من تأخر من الأمراء والجند عن الوطاق شنق على باب داره فتأهب الناس للخروج وطلع الأمراء فاجتمعوا إلى السنجق السلطانى تحت القعلة فلما تكاملوا ساروا نحوه بعد صلاة الجمعة ليمسكوه فجهز ثقله وزاده وما خف عليه من أمواله ثم ركب بمن أطاعه ووافاه الجيش عند ركوبه وهابوا أن يبدأوه بالشر فتقدمهم وساقوا وراءه وأما أهل القبيبات وعوام الناس والأجناد البطالة فنهبوا خامه وكانت قيمته مايزيد عن مائة ألف درهم فقطعوه ونهبوا مطبخه وما قدروا عليه من الشعير والجمال والمتاع وأما العسكر فساقوا خلفه وتتابعت عليه الجيوش وأحاطت به العرب من كل جانب فألجئوه إلى واد بين حماة وحمص فدخل إلى نائب حماة بعد أن قاسى من الشدائد ما قاسى فاستجار به فأجاره وأنزله وأكرمه وكتب إلى السلطان الملك المظفر يعلمه بذلك فجاءه الجواب بمسكه فقبض عليه نائب حماة وقيده وأرسل به محتفطا عليه فلما وصل إلى قاقون جاءه أمر الله فخنق هناك واحتزوا رأسه ومضوا به إلى القاهرة
ثم قدم إلى دمشق شيخنا الأمير نجم الدين ابن الزيبق صحبة الصاحب علاء الدين الحرانى للحوطة على أموال يلبغا ومن تبعه من الأمراء
ومات الأمير سيف الدين قلاوون الناصرى فى هذه الأيام بحمص.
পৃষ্ঠা ২৬২