( قال أبو علي ) وقرأنا على أبي الحسن قال قال أبو محلم حدثني جماعة من بني تميم عن آبائهم عن أجدادهم قالوا أسنت بنو تميم زمن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فانتجعوا أرضا من أرض كلب من طرف السماوة يقال لها صوأر من الكوفة على عقبة أو مآبة وهو يوم عطود طويل فصنع غالب بن صعصعة وهو أبو الفرزدق طعاما ونحر نحائر وجفن جفانا وجعل يقسمها على أهل المزايا وهم أهل القدر فأتت جفنة منها سحيم بن وثيل الرياحي الشاعر فكفأها وضرب الخادم التي أتته بها واحتفظ غالب من ذلك فعاتب سحيما فسرى القول بينهما حتى تداعيا إلى المعاقرة وكان سحيم رجلا فيه شنغيرة وأذى للناس وكان الناس شآفى القلوب عليه أي وغراء الصدور عليه وكانت إبله خوامس قد أغبت خمسا لم ترد فوردت عليه إبل غالب فطفق غالب يعقرها وطافت الوغدان والفتيان بالإبل فجعلت تحوزها من أطرافها إليه ومع الفرزدق هراوة يردها على أبيه فيقول غالب رد أي بني فيقول الفرزدق اعقر أبت حتى نحر سائرها وكانت مائتين فقال طارق بن ديسق بن عوف بن عاصم بن عبيدة بن ثعلبة بن يربوع وكان يهاجى سحيما
( أبلغ سحيما إن عرضت وحجدرا
أن المخازي لا ينام قرادها )
( أقدحتما حتى إ ذا أوريتما
للحرب ناركما خبا إيقادها )
( لو كان شاهدنا الجميل ومالك
لحبت لقاح وله أولادها )
( أطردتها نيبا تحن إفالها
من أن يكون لسيفه إيرادها )
وقال جرير للفرزدق حين هاجاه
( وألفيت خيرا من أبيك فوارسا
وأكرم أياما سحيما وحجدرا )
( هم تركوا عمرا وقيسا كلاهما
يمج نجيعا من دم الجوف أحمرا )
وقال المحل بن كعب أخو بني قطن بن نهشل
( وقد سرني أن لا تعد مجاشع
من المجد إلا عقرنيب بصوأر )
وقال جرير للفرزدق يهاجيه أيضا
( فنورد يوم الروع خيلا مغيرة
وتورد نابا تحمل الكير صوأرا )
( شقيت بأيام الفجار فلم تجد
لقومك إلا عقرنيبك مفخرا )
وقال طارق بن ديسق يعير سحيما
( لعمري وما عمري علي بهين
لقد ساء ما جازيت يا ابن وثيل )
( مددت بذي باع عن المجد جيدر
وسيف عن الكوم الخيار كليل )
وقال ذو الخرق الطهوي يتعصب لغالب لأنه من بني مالك بن حنظلة
পৃষ্ঠা ৫৪