( وقالوا سفاها لم حملت دماءنا
فقلت لهم يكفي الحمالة حاتم )
( متى آته فيها يقل لي مرحبا
وأهلا وسهلا أخطأتك الأشائم )
( فيحملها عني وإن شئت زادني
زيادة من حلت إليه المكارم )
( يعيش الندى ما عاش حاتم طيء
فإن مات قامت للسخاء مآثم )
( ينادين مات الجود معك فلا ترى
مجيبا له ما حام في الجو حائم )
( وقال رجال أنهب العام ماله
فقلت لهم أني بذلك عالم )
( ولكنه يعطي من أموال طيء
إذا جلف المال الحقوق اللوازم )
( فيعطي التي فيها الغنى وكأنه
لتصغيره تلك العطية جارم )
( بذلك أوصاه عدي وحشرج
وسعد وعبد الله تلك القماقم )
فقال له حاتم إن كنت لأحب أن يأتيني مثلك من قومك هذا مرباعي من الغارة على بني تميم فخذه وافرا فان وفى بالحمالة وإلا أكملتها لك وهو مائتا بعير سوى نيبها وفصالها مع أني لا أجب أن توبس قومك بأموالهم فضحك أبو جبيل وقال لكم ما أخذتم منا ولنا ما أخذنا منكم وأي بعير دفعته إلي ليس ذنبه في يد صاحبه فأنت منه برئ فدفعها إليه وزاده مائة بعير فأخذها وانصرف راجعا إلى قومه فقال حاتم في ذلك
( أتاني البرجمي أبو جبيل
لهم في حمالته طويل )
( فقلت له خذ المرباع رهوا
فإني لست أرضى بالقليل )
( على حال ولا عودت نفسي
على علاتها علل البخيل )
( فخذها إنها مائتا بعير
سوى الناب الرذية والفصيل )
( فلا من عليك بها فإني
رأيت المن يزري بالجزيل )
( فآب البرجمي وما عليه
من أعباء الحمالة من فتيل )
( يجر الذيل ينفض مذرويه
خفيف الظهر من حمل ثقيل )
পৃষ্ঠা ২৩