( حبذا البصرة أرضا
في ليال مقمرات )
( قال ) وأنشدنا أبو حاتم لأعرابي من بني تميم قدم البصرة فرأى أهلها
( ما أنا بالبصرة بالبصري
ولا شبيه زيهم بزيي )
قال أبو حاتم ولو كانت البصرة كما قيل ونسبت إليها لقلت بصري كما قالوا نمري
وأنشدنا أبو حاتم
( لا تأمن الدهر في طرف ولا نفس
وإن تمنعت بالحجاب والحرس )
( فكم رأيت سهام الموت نافذة
في جنب مدرع منا ومترس )
وأنشدنا قال أنشدنا الرياشي
( وقد تغدر الدنيا فيضحي غنيها
فقيرا ويفنى بعد بؤس فقيرها )
( فلا تقرب الأمر الحرام فإنه
حلاوته تفنى ويبقى مريرها )
( فكم قد رأينا من تكدر عيشة
وأخرى صفا بعد اكدرار غديرها )
( وأخبرنا ) قال أخبرنا أبو عثمان عن التوزي عن الأصمعي قال حدثنا عيسى بن عمر قال كان عندنا رجل لحانة فلقي لحانة مثله فقال من أين أقبلت فقال من عند أهلونا فحسده الآخر فقال أنا والله أعلم من أين أخذتها أخذتها من المنزل قال الله عز وجل
ﵟشغلتنا أموالنا وأهلوناﵞ
وأخبرنا قال أخبرنا السكن بن سعيد قال أخبرنا العباس بن هشام بن محمد بن السائب قال كان أبو جبيل قيس بن خفاف البرجمي أتى حاتم طيء في دماء حملها عن قومه فأسلموه فيها وعجز عنها فقال والله لآتين من يحملها عني وكان شريفا شاعرا فلما قدم عليه قال أنه وقعت بين قومي دماء فتواكلوها وإني حملتها في مالي وأملي فقدمت مالي وكنت أملي فإن تحملها فرب حق قد قضيته وهم قد كفيته وإن حال دون ذلك حائل لم أذمم يومك ولم أيأس من غدك ثم أنشأ يقول
( حملت دماء للبراجم جمة
فجئتك لما أسلمتني البراجم )
পৃষ্ঠা ২২