صفة النبي لمحمد بن هارون
صفة النبي لمحمد بن هارون
তদারক
أحمد البزرة
প্রকাশক
دار المأمون للتراث
সংস্করণের সংখ্যা
الثانية ١٤٢٣ هـ ٢٠٠٣ م
জনগুলি
أن أحدًا أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه لحاجةٍ صابره حتى يكون هو المنصرف، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها، وقد وسع الناس منه بسطه وخلقه، فصار لهم أبًا وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلمٍ وحياءٍ وصبر وأمانةٍ لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم، ولا تنثى فلتاته، متعادلون متفاضلون فيه بالتقوى، متواضعون يوقرون فيه الكبير، ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب.
وسألته عن سيرته في جلسائه؟ فقال:
كان رسول الله ﷺ دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظٍ ولا سخاب ولا فاحش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهيه ولا يؤيس منه ولا يجيب فيه، قد ترك نفسه من ثلاثة: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاثة: كان لا يذم أحدًا، ولا يعيره، ولا يطلب عورته. ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوليتهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتى إن كان أصحابه ليستجلبونه. ويقول: «إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها، فارفدوه»، ولا يقبل الثناء إلأ من مكافئ، ولا يقطع على
1 / 14