ثم تكلم خزيمة بن ثابت الأنصاري، وتبعه صعصعة بن صوحان العبدي فقال: والله يا أمير المؤمنين لقد زينت الخلافة وما زانتك، ورفعتها وما رفعتك، ولهي إليك أحوج منك إليها(15).
وبلغ من ابتهاج اليمانيين ببيعة أمير المؤمنين علي عليه السلام أن أرسلوا وفدا من رؤسائهم إلى المدينة، فلما بلغ الخبر أمير المؤمنين عليه السلام أرسل مالك بن الحارث النخعي لاستقبالهم، فلقيهم مالك بحفاوة بالغة وأقدمهم المدينة فالتقوا بأمير المؤمنين عليه السلام، وكان من رجال هذا الوفد:
العياض بن خليل الأزدي، ورفاع بن وائل الهمداني، وكيوم ابن سلمة ابن الجهني، ورويبة بن وبر البجلي، ورفاعة بن شداد، وهشام ابن أبرهة النخعي، وجميع بن خيثم الكندي، والأخنس بن قيس العتيكي، وعقبة ابن النعمان النجدي، وعبدالرحمن بن ملجم المرادي.
وقد خاطب أحد أفراد الوفد أمير المؤمنين عليه السلام بكلام قال فيه:... أشهد أنك أمير المؤمنين صدقا وحقا، وأنك وصي رسول الله صلى الله عليه وآله والخليفة من بعده، ووارث علمه؛ لعن الله من جحد حقك ومقامك... فبوركت بهذه الطلعة المرضية، وهنئت بالخلافة في الرعية! فأمر أمير المؤمنين عليه السلام لكل واحد منهم بحلة يمانية ورداء عدنية وفرس عربية، وأمر أن يفتقدوا ويكرموا، ثم أمرهم بالنزول في بني تميم، فأقاموا ثلاثة أيام ثم عادوا إلى بلادهم(16).
পৃষ্ঠা ৫৮