ب. وكان رؤساء وفود القبائل اليمانية من أمثال: أبي عامر الأشعري، وأبي غرة الخولاني، وظبيان، وعثمان بن قيس، وعرنة الدوسي.. يفدون على رسول الله صلى الله عليه وآله في المدينة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يدلهم على علي عليه السلام كوصي وخليفة له(180).
ج. وقد شارك بعض وفود القبائل اليمانية في حجة الوداع، وحضروا مراسم ( غدير خم )، وسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله في الإمام علي عليه السلام: « من كنت مولاه فهذا علي مولاه »، وصرنا لذلك نرى طائفة من رؤساء حضرموت يدعون إلى خلافة أهل البيت عليهم السلام، مما حدا بأبي بكر إلى إرسال الإمام علي عليه السلام إلى اليمن لتهدئة الأوضاع فيها(181).
ونلاحظ أن المصادر التاريخية تشير بجلاء إلى أن أهل اليمن امتلكوا معرفة حسنة بشخصية أمير المؤمنين عليه السلام، وأنهم أحبوه واتبعوه لعدله وحسن سيرته ومناقبه، وأن بعض زعمائهم بلغوا في متابعته حدا جعلهم يطالبون بتسليم الخلافة إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام.
اليمانيون في عصر خلافة الإمام علي عليه السلام وازدهار التشيع
دور اليمانيين في بيعة الإمام علي عليه السلام
بعد مقتل عثمان بن عفان يوم الجمعة 18 ذي الحجة سنة 35 ه، انثال المهاجرون والأنصار ومن حضر في المدينة يومذاك على أمير المؤمنين علي عليه السلام وقالوا له: إن هذا الرجل قد قتل، ولابد للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحدا أحق بهذا الأمر منك، لا أقدم سابقة ولا أقرب من رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: لا تفعلوا، فإني أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا، فقالوا: لا والله، ما نحن بفاعلين حتى نبايعك. قال: ففي المسجد، فإن بيعتي لا تكون خفيا، ولا تكون إلا عن رضا المسلمين(1).
পৃষ্ঠা ৫৩