ومن الأمور التي ساهمت في معرفة أهل اليمن لشخصية أمير المؤمنين عليه السلام ومناقبه وفضائله: أن النبي صلى الله عليه وآله كان يؤمره على من سواه، ولا يؤمر عليه أحدا؛ فقد أمره النبي صلى الله عليه وآله على سبيل المثال حين أرسله إلى اليمن على خالد بن الوليد وخالد بن سعيد بن العاص(177). ومنها إقرار رسول الله صلى الله عليه وآله للأحكام التي كان أمير المؤمنين عليه السلام يقضي بها في المسائل المختلفة، وكان النبي صلى الله عليه وآله يسأل أحيانا عن قضية سبق لأمير المؤمنين عليه السلام أن قضى فيها، فكان صلى الله عليه وآله يجيبهم بأن الحكم هو ما حكم به علي عليه السلام(178). وروى زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قضية سبق للإمام علي عليه السلام أن أفتى فيها، فقال صلى الله عليه وآله: لا أعلم فيها إلا ما قضى علي!(179)
وكان لسياسة أمير المؤمنين عليه السلام في جمع الصدقات الأثر الكبير في ترسيخ منزلته وحبه في قلوب أهل اليمن، فقد كان خلقه الرفق بهم والإحسان إليهم، ولم يكن يحملهم على ما لا يطيقون. وكان لسياسة أمير المؤمنين عليه السلام في اليمن في المجال: العسكري، والاقتصادي، والقضائي، والإعلامي.. الأثر الكبير في تقوية الدولة الفتية التي أرسى رسول الله صلى الله عليه وآله قواعدها، حيث أسس في أرض همدان ومذحج حكومة كان من ثمارها إنجاب شيعة مخلصين متفانين من أمثال مالك بن الحارث الأشتر النخعي، اقتبسوا من أنوار أمير المؤمنين عليه السلام ما جعلهم يقفون في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله في صف أمير المؤمنين عليه السلام فيعينونه في حكومته في اليمن، ثم يقفون إلى جانب أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله فيضربون المثل الأعلى في صلابة الإيمان ورسوخ العقيدة.
পৃষ্ঠা ৫২