وليس في القوم ما فيه من الحسن(139)
أبو ذر الغفاري: جندب بن جنادة الغفاري، لم يعبد صنما في الجاهلية، وكان رابع أو خامس من أسلم،
وكان إسلامه بإشارة من أمير المؤمنين علي عليه السلام(140). عاد أبو ذر إلى قبيلته بعد أن أسلم، ثم قدم المدينة المنورة بعد وقعة تبوك.
قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك: رحم الله أبا ذر، يسير وحده، ويموت وحده، ويحشر وحده(141).
امتاز أبو ذر بالفضيلة والزهد والصدق والمودة الكبيرة لأهل البيت عليهم السلام. وقال عنه النبي صلى الله عليه وآله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر (142).
وأبو ذر أحد رواة حديث السفينة المعروف، الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي كسفينة نوح: من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق(143).
قال أبو ذر بعد بيعة أبي بكر: لو جعلتم هذا الأمر في أهل بيت نبيكم لما اختلف عليكم اثنان (144).
وروي أنه قام أبو ذر فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
يا معشر المهاجرين؛ لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: « الأمر لعلي بعدي، ثم للحسن والحسين عليهم السلام، ثم في أهل بيتي من ولد الحسين »، فاطرحتم قول نبيكم، وتناسيتم ما أوعز إليكم، واتبعتم الدنيا الفانية ، وتركتم نعيم الآخرة الباقية... فعما قليل تذوقون وبال أمركم، وما الله بظلام للعبيد(145).
وقال: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها، أما لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر الله، وأقررتم بالولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم، لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم(146).
পৃষ্ঠা ৪২