ونظرا للموقع الممتاز الذي كان العباس بن عبدالمطلب يحتله؛ لتقدمه في السن وقرابته من النبي صلى الله عليه وآله بحيث كانت الأنظار تتطلع إلية، فقد حاول أبو بكر ومن معه استمالته بالترغيب والتهديد، اقترح المغيرة على أبي بكر أن يلقوا العباس فيجعلوا له في الإمرة نصيبا يكون له ولعقبه، فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة والمغيرة حتى دخلوا عليه فوعدوه أن يجعلوا له في الإمرة نصيبا يكون له ولعقبه من بعده، فتكلم العباس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال «... فأما ما بذلت لنا، فإن يكن حقا لك فلا حاجة لنا فيه، وإن يكن حقا للمؤمنين فليس لك أن تحكم عليهم، وإن كان حقنا لم نرض عنك فيه ببعض دون بعض(133).
أما الفضل بن العباس وهو أكبر ولده فقد اشترك في فتح مكة وفي غزوة حنين وفي حجة الوداع (134). ولما بلغ الفضل نبأ بيعة أبي بكر قال: يا معشر قريش، إنه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه، ونحن أهلها دونكم، وصاحبنا أولى بها منكم(135).
اشترك الفضل في فتوح الشام، وتوفي سنة 18 ه في عمواس بداء الطاعون(136).
وأما قثم بن العباس فقد اشترك مع أخيه الفضل في تغسيل النبي صلى الله عليه وآله وتكفينه، وعاونا أمير المؤمنين عليه السلام في تلك المهمة(137). وكان قثم أحد الذين تحصنوا في بيت فاطمة عليها السلام وأبوا أن يبايعوا أبا بكر.
عتبة بن أبي لهب: أسلم عتبة في فتح مكة، واشترك في غزوة حنين(138)، وكان إلى جانب بني هاشم عند ارتحال رسول الله صلى الله عليه وآله، ولما بلغه خبر بيعة أبي بكر أنشأ يقول:
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف
عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
عن أول الناس إيمانا وسابقة
وأعلم الناس بالقرآن والسنن
وآخر الناس عهدا بالنبي ومن
جبريل عون له في الغسل والكفن من فيه ما فيهم لا يمترون به
পৃষ্ঠা ৪১