وقال صلى الله عليه وآله لعمار بن ياسر وقد دخل عليه يوما : يا عمار، ستكون في أمتي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم، حتى يقتل بعضهم بعضا؛ فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني يعني علي بن أبي طالب عليه السلام إن سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا، فاسلك وادي علي وخل عن الناس. يا عمار، علي لا يردك عن هدى، ولا يدلك على ردى. يا عمار، طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله(67).
المعنى الاصطلاحي ل « الشيعة »
الشيعة في اللغة: الأتباع والأعوان والأنصار، وقد غلب هذا الاسم على من يوالي عليا عليه السلام وأهل بيته حتى صار اسما خاصا لهم. وأصلها من المشايعة وهي المتابعة والمطاوعة (68).
والشيعة في الاصطلاح الفقهي والكلامي هم أتباع علي وأهل بيته عليهم السلام(69).
وذكر الشهرستاني بأن الشيعة هم أتباع علي المرتضى، القائلون بإمامته وخلافته بالنص الصريح أو بالوصية الثابتة(70).
أرضية تبلور التشيع
استعمل رسول الله صلى الله عليه وآله خلال حياته الشريفة كلمة « الشيعة » في خصوص أمير المؤمنين علي عليه السلام وأتباعه، فقد روى عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله ضرب ( بيده ) على منكب علي ثم قال: هذا وشيعته هم الفائزون(71).
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال لأمير المؤمنين علي عليه السلام: يا علي... شيعتك تعرف بحزب الله. يا علي، أنت وشيعتك القائمون بالقسط(72).
ولما نزل قوله تعالى « إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية »، قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: هو أنت وشيعتك(73).
পৃষ্ঠা ৩২