فلما وقعت قصة كوكبان وكان السلطان عمر بن علي بن رسول في بلاد بني شهاب(1) مشغولا بخراب قراها ورعي زرايعها فنال من البلاد وعاد إلى صنعاء، دخل في نفوس الأمراء عماد الدين وولده أن أمير المؤمنين -عليه السلام- قد تضعضع حاله وضعف شأنه، وأنهم إن اجتمعوا هم والسلطان أستأصلوا شأفته -عليه السلام-، فأجمعوا(2) على تقدم أحدهم [إلى](3) السلطان فتقدم الأمير أحمد بن يحيى بن حمزة إلى حصن ذمرمر، فرهن السلطان عمر بن علي بن رسول ولده إلى السلاطين آل حاتم، فحلف الأمير شمس الدين لا يستوثق من السلطان رهينة في نفسه لثقة بعضهم ببعض وتعاضدهم على أمير المؤمنين -عليه السلام-، فلقيه السلطان بالتبجيل والتعظيم.
ووقف الأمير أحمد بن يحيى أياما ينقل إليه التحف والطرف وهو في خلال ذلك في جد واجتهاد في تدبير دقيق بينه وبين السلطان في استئصال شأفة الإمام عليه السلام.[378] فانتهى أمرهم أن السلطان عمر بن علي بن رسول يسلم للأمير أحمد بن يحيى حصن بكر وهو من أعجب الحصون وأحرزها، وهو الذي حط عليه الملك المسعود يوسف بن [الملك](4) الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب صاحب مصر في سنة ثمان عشرة وستمائة دون السنة وأنفق عليه أموالا عظيمة، ولما أقترح الأمير أحمد بن يحيى على السلطان عمر في صحة الموالاة والمعاضدة والمناصرة والاجتماع على حرب أمير المؤمنين -عليه السلام- تسليم بكر، أجابه السلطان على لسان بعض خدامه بأن بكر هو الدرة المكنونة في قلبي فإن كان لابد دخلوا فيما أحب فقرن تسليمه بشروط، منها:
পৃষ্ঠা ২৪১