فلما سمع الإمام -عليه السلام- الواعية في الحصن، وقد كان متأهبا في الخيل وباق العسكر في قاع شبام من تحت الليل فظن أن المسلمين قد ظفروا فأغار فيمن معه مسرعا نحو الحديدة، فلما بلغ هنالك لقيه أول العسكر منهزما فوقف -عليه السلام- هنالك لاستنقاذ الذين في الحيد فهبط إليه من أمكنه النزول والباقون في سفح الجبل في موضع وعر بين مقتول ومثخن بالجراح، ثم عاد -عليه السلام- إلى قرب مدينة شبام فوقف هنالك وهو يستقبل الناس بالوعظ والتذكير والاحتساب لمن مضى في سبيل الله حتى استكمل أهل الغزوة، وعاد إلى مدينة ثلا(1).
قال مؤلف سيرته -عليه السلام-: والذي صح [في](2) عدد القتلى أنهم ثمانون أو يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا، قال: وروي لنا أن قوما من أهل كوكبان قتلوا في ذلك ا ليوم فقطعت رؤوسهم وزادوها في رؤوس المسلمين. وكان من تعجيل الله سبحانه النصر لأمير المؤمنين -عليه السلام- أنه وصل في ذلك اليوم برؤوس قوم من خدام الغز قتلوا في منابر وأسارى نحو العشرين، فاستقبلهم الناس وأستروا بذلك عقيب الوقعة. وظن الناس أن الإمام -عليه السلام- لا يصفح عنهم لأجل من أصيب في ذلك اليوم فعند ذلك أمرهم الإمام -عليه السلام- بالتوبة وأن لا يعودوا إلى شيء مما كانوا فيه وصفح عنهم وأمر باطلاقهم(3).
পৃষ্ঠা ২৪০