ابن جحش وابن خطل، وقولنا ولو تخللت برده أي بين لقائه مؤمنا وبين موته صلى الله عليه وآله بل بعده أيضا، فان اسم الصحبة باق سواء رجع إلى الإسلام في حياته أو بعده، وسواء لقيه ثانيا بعد الرجوع إلى الإسلام أم لا هذا مذهب الجمهور خلافا لبعضهم قالوا ويدل عليه قصة الأشعث بن قيس فإنه كان ممن ارتد وأتي به إلى أبى بكر أسيرا فعاد إلى الإسلام فقبل منه ذلك وزوجه أخته وكانت عوراء فأولدها ابنه محمدا أحد قاتلي الحسين " ع ". ولم يتخلف أحد من ذكره في الصحابة ولا من تخريج أحاديثه في المسانيد وغيرها، وقيل إن الصحابي هو من طالت مجالسته له صلى الله عليه وآله على طريق السمع والأخذ عنه فلا يدخل من وفد عليه وانصرف بدون مكث وهو قول أصحاب الأصول. وحكى عن سعد ابن المسيب قال: لا يعد صحابيا الا من أقام معه صلى الله عليه وآله سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين. ووجهه أن صحبته شرف عظيم فلا ينال الا باجتماع يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص كالغزو المشتمل على السفر الذي هو قطعة من سقر، والسنة المشتملة على الفصول الأربعة التي بها يختلف المزاج، وعورض بأنه صلى الله عليه وآله لشرف منزلته أعطى كل من رآه حكم الصحبة، وأيضا يلزم ان لا يعد جويبر بن عبد الله ونحوه صحابيا ولا خلاف في أنهم صحابة، ثم أن الصحابة على مراتب كثيرة بحسب التقدم في الإسلام والهجرة والملازمة والقتال تحت رايته والرواية منه ومكالمته ومشاهدته ومماشاته وان اشترك الجميع في شرف الصحبة، ويعرف كونه صحابيا بالتواتر والاستفاضة والشهرة القاصرة عن التواتر وأخبار الثقة وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله عن مائة وأربعة عشر صحابي آخرهم موتا على الاطلاق أبو الطفيل عامر بن وائلة، مات سنة مائة من الهجرة والله تعالى اعلم.
পৃষ্ঠা ১০