باكيا وقام وولى فلما ولى ناداه أبو طالب اقبل يا ابن أخي فأقبل راجعا فقال له اذهب يا بن أخي فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشئ ابدا وقال أبو طالب " ع " يذكر ما اجتمعت عليه قريش من حربه لما قام بنصر محمد صلى الله عليه وآله:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا فأنفذ لأمرك ما عليك مخافة * وابشر وقر بذاك منك عيونا ودعوتني وزعمت انك ناصحي * ولقد صدقت وكنت قبل أمينا وعرضت دينا قد علمت بأنه * من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذاري سبة * لوجدتني سمحا بذاك مبينا قال بعض علمائنا اتفق على نقل الأبيات الأربعة قيل البيت الخامس مقاتل والثعلبي وابن عباس والقاسم وابن دينار وزاد أهل الزيغ والضلال البيت الخامس ظلما وزورا إذ لم يكن في جملة أبياته مسطورا ولم ينتبهوا للتناقض الذي فيه ومنافاته باقي الأبيات انتهى قلت: وزيادة البيت لا تنافى إسلامه رضي الله عنه لأن مفهومه لولا حذار الشغب من قريش وخوف الفتنة التي توجب المسبة عندهم لأظهرت ما تدعوني إليه وبينته على رؤوس الأشهاد وهذا لا ينافي اسلامه باطنا واعتقاده الحق كما دل عليه سائر الأبيات وغيره من شعره ثم إن قريشا حين عرفت ان أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله صلى الله عليه وآله واسلامه إليهم ورأوا إجماعه على مفارقتهم وعداوتهم مشوا إليه بعمارة ابن الوليد بن المغيرة المخزومي وكان أجمل فتى في قريش فقالوا له يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد أبهى فتى في قريش وأجمله فخذه إليك فأتخذه ولدا فهو لك وسلم لنا هذا ابن أخيك الذي خالف دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومك لنقتله فأنما هو رجل برجل فقال أبو طالب " ع " والله ما أنصفتموني تعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه هذا والله ما لا يكون ابدا فقال له مطعم ابن عدي بن نوفل وكان له صديقا مصافيا والله يا أبا طالب ما أراك تريد ان تقبل من قومك شيئا لعمري
পৃষ্ঠা ৪৪