المقدمة الرابعة
اعلم أن كثيرا من الصحابة رجع إلى أمير المؤمنين " ع " وظهر له الحق بعد أن عانده وتزلزل بعضهم في خلافة أبى بكر وبعضهم في خلافته " ع " وليس إلى استقصائهم جميعا سبيل وقد اتفقت نقلة الأخبار على أن أكثر الصحابة كانوا معه " ع " في حروبه.
قال المسعودي في مروج الذهب كان ممن شهد صفين مع علي " ع " من أصحاب بدر سبعة وثمانون رجلا منهم سبعة عشر من المهاجرين وسبعون من الأنصار وشهد معه ممن بايع تحت الشجرة وهي بيعة الرضوان من المهاجرين والأنصار ومن سائر الصحابة تسعمائة وكان جميع من شهد معه من الصحابة الفين وثمانمائة.
وحكى المسعودي أيضا عن المنذر بن الجارود قال لما قدم على " ع " البصرة دخل مما يلي الطف فأتى الزاوية فخرجت لأنظر إليه فورد معه موكب في نحو الف فارس يقدمهم فارس على فرس أشقر قلت من هذا؟ قالوا: خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ثم تلاه فارس آخر على كميت معتم بعمامة صفراء من تحتها قلنسوة بيضاء وعليه قباء أبيض أشهب عليه قلنسوة وثياب بيض متقلدا سيفا معه راية وإذا تيجان القوم الأغلب عليها البياض والصفرة مدججين في الحديد والسلاح فقلت من هذا فقالوا هذا أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وهؤلاء الأنصار وغيرهم ثم تلاه فارس آخر عليه عمامة صفراء وثياب بيض متقلدا سيفا متنكبا قوسا معه راية على فرس أشقر في نحو الف فارس من الناس قلت من هذا؟ قيل: أبو قتادة ابن ربعي ثم مر بنا فارس آخر على فرس أبيض عليه ثياب بيض وعمامة سوداء قد سدلها من بين يديه ومن خلفه شديد الأدمة عليه سكينة ووقار رافعا صوته
পৃষ্ঠা ৩৯