ابن محمد بن الفرات وكان وزير المقتدر بالله وذلك قبل مولد الرضى بنيف وستين سنة.
قال المؤلف وقد روى هذه الخطبة الحسن بن عبد الله بن مسعود العسكري من أهل السنة في كتاب معاني الأخبار بأسناده عن ابن عباس ولكن العامة لما لم يمكنهم الجواب عما تضمنته هذه الخطبة من القدح الصريح في أئمتهم لم يجدوا لهم مفرا الا ادعاء إنها منحولة:
وهبني قلت هذا الصبح ليل * أيعمى العالمون عن الضياء قال ابن أبي الحديد راويا في شرح النهج مرفوعا قال: قال له قائل يا أمير المؤمنين أرأيت لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله ترك ولدا ذكرا قد بلغ الحلم وآنس منه الرشد كانت العرب تسلم إليه أمرها؟ قال لا بل كانت تقتله أن لم يفعل ما فعلت أن العرب كرهت أمر محمد صلى الله عليه وآله وحسدته على ما أتاه الله من فضله واستطالت أيامه حتى قذفت زوجته ونفرت به ناقته مع عظيم إحسانه إليها وجسيم منته عندها وأجمعت مذ كان حيا على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته ولولا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة وسلما إلى العز والامرة لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا ولارتدت في حافرتها وعاد قارحها جذعا وبازلها بكرا ثم فتح الله الفتوح فأثرت بعد الفاقة وتمولت بعد الجهد والمخمصة فحس في عيونها من الإسلام ما كان سمجا وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطربا وقالت لولا أنه حق لما كان كذا ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها وحسن تدبير الأمراء القائمين بها فتأكد عند الناس نباهة قوم وخمول آخرين فكنا نحن ممن خمل ذكره وخبت ناره وانقطع صوته وصيته واكل الدهر علينا وشرب ومضت السنون والأحقاب بما فيها ومات كثير ممن يعرف ونشأ كثير ممن لا يعرف وما عسى أن يكون الولد لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقربني ما تعلمونه من القرب للنسب واللحمة بل للجهاد والنصيحة افتراه لو كان له ولد يفعل ما فعلت كذلك لم يكن يقرب ما قربت ثم لم يكن ذلك عند قريش والعرب سببا للحظوة
পৃষ্ঠা ৩৭