الجواب يقال لهم : وكذلك من قال : كانت الحياة في الإنسان ، والله تعالى حي ، يوجب الاشتراك ، ولا نقول : إن القرآن قديم ، بل عرض محدث وإنما يجب ما قاله على من قال : إن القرآن غير مخلوق .
وأما من قال : مخلوق ، فهو بعيد عن الاشتراك في القدم أو في غيره .
وقال عبد الوهاب : ( وذلك أن الكلام هو الأصوات المقطعة والحروف المنظومة ، وأنه لا يوجب الكلام سوى هذا ، ولا يعقل ) .
قالوا : وإذا كان الكلام أصواتا مقطعة وحروفا منظومة ، لم يصح أن يفعله الله تعالى إلا في غيره ، فثبت أنه محدث مخلوق ، بدليل من حلف على أن الله تعالى خالق لكل شيء غير حانث ، وهذا إجماع .
وأجمعوا أيضا على أن كل موجود لابد أن يكون خالقا أو مخلوقا ، والمخالف يقول إن القرآن موجود وشيء ، ويقول إنه ليس بمخلوق ولا خالق ، ومع هذا إنه شيء .
ومن زعم أنه ليس بشيء ، فقد كذب الله بقوله : ( إن يقولوا ما أنزل الله على بشر من شيء ، قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى ) .
وأيضا وجدنا القرآن يتضمن الأمر والنهي والإخبار والإستخبار ، والوعد والوعيد ، وقصص الأولين والأمثال ، وهذه كلها حقائق مختلفة ومتغايرة .
فكيف يصح أن تكون قديمة قائمة بذات الباري سبحانه ، وهي متخالفة ومتغايرة ، وهذه كلها سنة الحدوث .
وأيضا فإنا وجدنا في القرآن الأنبياء وغيرهم وهي محدثات ، وقد قال تعالى : ( فاخلع نعليك ) وهذا خطاب لموسى في إجماع المسلمين وموسى معدوم إذاك ، فكيف يصح الأمر والخطاب وليس ثم مخاطب ولا مأمور .
وقال تعالى : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) ، فأثبت النزول .
وقال تعالى : ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) .
وقال : ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) .
وقال : ( إنا جعلناه قرآنا عربيا ) وهذا كله صفة المخلوق . وهذا الذي تقدم كله حجتنا .
পৃষ্ঠা ৮২