وبعضهم يقول : إن الشيعة كلها ليس عليهم من عمل الشرائع شيء إلا من لم يبلغ في حقيقة الإيمان بعلي وذريته ، فتلزمه الفرائض عقوبة له حتى يستبصر ويحقق فتسقط عنه الفرائض ، واستدلوا برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حين أباح الله له تزوج تسع نسوة ، فلما بالغ في الإسلام أباح له كل امرأة مؤمنة وهبت له نفسها ، فليس عليه جناح ، قال الله - عز وجل - : ( يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن ) إلى قوله : ( لكي لا يكون عليك حرج ) . فالإتزار حرام والاتفاق حلال .
وبعضهم يقول : إن عليا حي بجبال رضوى ( 1) الأسد عن يمنه والنمر عن شماله ولابد أن يسوق العرب بعصوين .
وبعضهم يقول : لا إله إلا الله ( 2 ) ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
وليس فيهم طائفة أشبه بالناس قليلا إلا الزيدية والحسينية وقد وافقوا جميع المسلمين فيما يقولونه ، إلا في التحكيم الذي صاغوه لعلي وقد قتل من قال به ، ومن أنكره فجع في قتاله بين المحق والمبطل .
ولعلي تخليط دون شيعته في قوله : ( إن كل مجتهد مصيب ) فهدر دم عثمان وطلحة والزبير ومعاوية وعمرو وعذر نفسه وعذر أهل النهروان ولم يعذروه .
ففي فحش مذهب الشيعة ما يغني عن الرد عليهم .
وأما المشبهة فحسبهم القدح في إلههم ورجوعهم إلى شبه الأوثان التي تعبد آباؤهم من قبل ، إن مذاهبهم في جميع ما أخبر الرب عن نفسه مثل اعتقادهم في أنفسهم من الجوارح والآلات .
فذهبوا بقول : ( يد الله فوق أيديهم ) إلى الجارحة .
وفي الوجه إلى الوجوه حيث يقول : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) .
وفي الجنب إلى جنوبهم حيث يقول : ( يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله ) .
وفي العين إلى عيونهم حيث يقول : ( تجري بأعيننا ) .
وفي الساق إلى سوقهم حيث يقول : ( والتفت الساق بالساق ) .
وفي اليمين إلى أيمانهم حيث يقول : ( لأخذنا منه باليمين ) .
পৃষ্ঠা ৪১