باب : آفات الأمة في دينها أولها زلة عالم : - قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( أخوف ما أخاف عليكم زلة عالم وجدال منافق بالقرآن )) فأما زلة عالم فمثل زلة عثمان حين زل عن طريقة صاحبيه بعد ما وقع الإجماع عليها ، وزل في أربعة أمور أولها : استعمال الخونة ولم يكن على قفائهم ، والثاني : حين صرف مال الفيء إلى من اشتهى من أقاربه دون مستحقه من أهله ، والثالث : أبشار وهتك أستار الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، والرابع : في البغي في أحد الأفعال ، ومن شبهة أنه أشرف يوم الدار على محاصريه فقال لهم : ( أناشدكم الله ألم تسمعوا أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : (( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : خلال كفر بعد إيمان ، وزنا بعد إحصان ، وقتل النفس التي حرم الله )) وأنا ما زنيت ولا كفرت بعد إيمان ولا قتلت النفس ) وغفل عن التي نص الله عليها في القرآن حيث يقول : ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) إلى قوله : ( حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما ) فلو كلفنا الإصلاح بينهما لقلنا لعثمان أعدل وللمحاصرين كفوا ، وأئمتهم علي وطلحة والزبير وعمار ، فإن عدل عثمان أمرنا المحاصرين بالكف فإن أبوا قاتلناهم ، وإن أمرنا عثمان بالعدل فلم يعدل فإن أبى قاتلناه ، فطلبوه أن ينخلع عن أمورهم فإبى وقد اتهموه على دينهم كما قال عمار بن ياسر - رحمه الله - : ( أراد أن يغتال ديننا فقتلناه ) والمرجوم في الونا مقتول والطاعن في دين المسلمين حلال قتله ، قال الله تعالى : ( وطنعوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر ) .
زلة علي في التحكيم : نهى أول مرة عن التحكيم فقال : ( إنه كفر ) ، ثم رجع عوده على بدئه وقال : ( من أبى التحكيم فهو كافر ) ، وقتل أصحاب معاوية وقد دعوه إلى التحكيم حياة عمار ، وقتل أهل النهروان وقد نهوه عن التحكيم فقتل منهم أربعة آلاف أواب كما قال ابن عباس : ( قتل المحق منهم والمبطل ) .
পৃষ্ঠা ২২