﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ﴾ أي شرك ﴿وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ﴾ [الأنفال:٣٩] وقوله: ﴿فَاقْتُلُواْ (١) الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ﴾ [التوبة:٥] .
وقال النبي ﷺ:" بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له" (٢)، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ
_________
(١) وقع في المطبوعة والمخطوطة (اقتلوا) وهو خطأ.
(٢) حسن: أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٢/٥٠-٩٢ من طريق حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ:"بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم"، ورجاله كلهم ثقات سوى عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي وثقه أبو حاتم ودحيم، وقال أبو داود: ليس به بأس. وقال ابن المديني: صدوق لا بأس به، وقال أبو زرعة وابن معين- في إحدى قوليه- "ليس به بأس" وضعفه الإمام أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وقال الحافظ: صدوق يخطئ، وقال الذهبي في المغني:"صدوق". قلت: فحديثه لا بأس به إن شاء الله لذلك.
قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في الاقتضاء١/٢٣٦ بعد أن ساق سند هذا الحديث:"وهذا إسناد جيد".
وقال الحافظ ابن حجر ﵀ في الفتح ٦/٩٨: " وله شاهد مرسل بإسناد حسن أخرجه ابن أبي شيبة من طريق الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن النبي ﷺ " اهـ. وله شاهد آخر من حديث أنس عند أبي نعيم في أخبار أصبهان١/١٢٩ وإسناده ضعيف جدا فيه (بشر بن الحسين الأصبهاني) قال البخاري: فيه نظر. وقال الدارقطني: متروك. وقال أبو حاتم: يكذب على الزبير.
تنبيه: عزا بعض الأفاضل هذا الحديث لأبي داود وليس هو فيه بهذا اللفظ بل رواه مختصرا بلفظ: " من تشبه بقوم فهو منهم". كما أخرج بعضه البخاري في صحيحه تعليقا- كتاب الجهاد- ٦/٩٨ بلفظ: "وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري".
1 / 56