(14) حقيقة ما أنزل الله بها من سلطان فمتى وجهت إليهم أسهم الانتقاد أو حلوا العتاب؛ ليستقيموا أو يبعدوا عن مضان الريب، وينقلعوا من عوامل الفساد، قاموا وقعدوا وأغاروا (1) وأنجدوا، فتبا (2) لتلك النفوس الضارة ، والأحلام الطائشة ، والأفكار التائهة منشأ الخلاف ومبعث النزاع والتشاكس (3) وآلة انفصام(4) التضامن والتكافل وفك التحام القلوب بين الأفراد والجموع .
يتذرع ( 5) هؤلاء باسم الدين والحق، إلى غايات شخصية وأمنية حقيرة بشره (6) زائد ونهم جسيم واغراق(7) في المكر، يعبثون بالواجبات والأعراض وحرية الأفراد والعائلات ، بدون شفقة ولا رحمة ، أضف إلى ذلك استمدادهم من السلطة الاستبدادية ، هنالك لا ترى دينا ولا رحمة ،ولا رعاية حق ولا عاقبة ولارضوخا (8)للموعظة الحسنة ولا تبكيتا (9) للنفس ولا خوف نكاية (10) العدو ولا غيرها من المهلكات ، الأهواء (11) تتلاعب بها الأهواء ، وأدمغة دبت (12) فيها خمرة الحمية ، ونفوسا لعبت بها نشوة (13) الانتقام، صفات تذكرنا الدور الجاهلي وما كان عليه العرب وغيرهم من الأمم الهمجية ، صفات لايشاهدها المرء في النفوس المتشبعة بالتعاليم الاسلامية ، من الأداب الكاملة والوجدان الطاهر والتهذيب الديني والاعتصام بحبل الله المتين .
(1) الغور المكان المنخفض والنجد المرتفع (2) التب الهلاك (3) المشاجرة
(4) الانفصام الانفكاك في المعاني ومقابله الانقصام في المحسوسات . (5) يتوسل
(6) غلبة الحرص والنهم شدة شهوة الشيء وأصلهافي الطعام (7) المبالغ فيه
(8) السكون والخضوع (9) تقريعا (10) ايقاع (11) جمع هوى ، الاول المراد به ميول النفس والثاني النفس
(12) مشت (13) السكر
إن نهضات الشعوب وحركات الأحزاب الصالحة مبنية على قوة الإرادة في الأفراد، وصدق العزيمة التي لاتثنيها عقبات، ولا يفلها (1)حسام ،ولا تنصدع بمعارضة الرجعيين ، فبمقدار ما تكون الإرادة فيهم من السمو والخير تكون النتيجة وحسن المآل .
পৃষ্ঠা ৩