بل كيف رأيت يا أخي رحمك الله من مختطف، بسقم ممض أو موت متلف، قطع به دون مناه وآماله، وما أنعم الله عليه من نظرته وإمهاله، فتلهف على ما فاته من طاعة ربه حين لا ينفع التلهف، وتأسف عندما لا يغني عنه ولو كثر التأسف، على ما فرط فيها من إمكان نجاته، وما خسره من أيام حياته، فذهب بندمه وحسرته، وآل بهما إلى معاده وآخرته، فبقي في الحسرة مخلدا، وفي الندامة مقيما أبدا، وكان عند تلك وفيها ومعها من مقاله، نحو ما ذكر الله عند مجيء الساعة من مقال أمثاله، إذ يقول سبحانه :{ حتى إذا جآءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا سآء ما يزرون، وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ولدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون} [الأنعام: 31 - 32]. وقال تعالى ذكره :{ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورآئهم برزخ إلى يوم يبعثون، فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسآءلون، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون، تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون، ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون} [المؤمنون: 99 - 105] . فأنكص النكوص عن الآيات، ترك ما أمر الله به من الحسنات، وارتكاب ما نهى الله عنه من السيئات.
يا أخي فحتى متى وإلى متى؟! دوام الغفلة والحيرة والعمى! ألسنا بربنا مؤمنين ؟!وبيوم البعث موقنين ؟! فمالنا يا سبحان الله من أمر الله معرضين ؟! ولانتقام الله بالخلاف عليه في أمره متعرضين ؟ من بعد الإيمان واليقين، والعلم بشرائع الدين.
পৃষ্ঠা ৩৪৭