128

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

প্রকাশক

دار التدمرية

সংস্করণের সংখ্যা

الثالثة

প্রকাশনার বছর

١٤٣٢ هـ

জনগুলি

السنة، فتكون ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة والجماعة.
وهذه النصوص -أعني تلك النصوص التي قد دلت على مثل ما دل عليه القرآن- سنكتفي فيها بهذه الإشارة.
ونتأمل ما أورده الشيخ من النصوص الدالة على صفات لم يأت ذكرها في القرآن، وألاحظ أن الإمام ابن تيمية ﵀ قد قدم هذه الأمثلة وساقها تباعا، وهي هذه الأدلة:
حديث: النزول، الفرح، الضحك، حديث القَدَم، فهذه الصفات إنما ثبتت بالسنة، فليس في القرآن ذكر لهذه الصفات فيما أعلم.
فأول ذلك قوله ﷺ:" ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له " (١). وهذا الحديث رواه جمع غفير من الصحابة، وعده أهل العلم من المتواتر، فقد تواترت السنة عن النبي ﷺ بإثبات نزول الرب تعالى في آخر الليل (٢).
لذلك أهل السنة والجماعة يثبتون النزول الإلهي ويؤمنون به، مع نفي مماثلته لنزول الخلق، ونفي العلم بالكيفية، فيقولون: إنه تعالى ينزل حقيقة، ونزوله سبحانه يتضمن دنوا وقربا، وإذا قلنا: ينزل حقيقة، فلا يعني أنه ينزل مثل نزول العباد، لا بل ينزل كيف شاء، والنزول معلوم، والكيف مجهول، لا كما يقول المعطلة: تنزل رحمته، أو أمره، أو ينزل ملَك (٣). فهذا من التحريف الذي ينكره أهل السنة والجماعة، ويرفضونه،

(١) [تقدم تخريجه في ص ١٣١].
(٢) [انظر: الأحاديث الواردة في ذلك في كتاب النزول للإمام الدارقطني، ونظم المتناثر في الحديث المتواتر للكتاني ص ١٩١ رقم (٢٠٦)].
(٣) [شرح حديث النزول ص ١٣٨ ومختصر الصواعق ٣/ ١١٠٠].

1 / 138