توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

প্রকাশক

دار التدمرية

সংস্করণের সংখ্যা

الثالثة

প্রকাশনার বছর

١٤٣٢ هـ

জনগুলি

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية تأليف فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك إعداد عبد الرحمن بن صالح السديس دار التدمرية الطبعة الثالثة ١٤٣٢ هـ

1 / 5

مقدمة الطبعة الثانية الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين. أما بعد: فهذه الطبعة الثانية لهذا الكتاب قد صحح ما وجد فيه من أغلاط وأضيف للكتاب بعض الإضافات والتعديلات اليسيرة. وقد أعيد صفه من جديد، وصُغِّر حجم حرفه؛ فأصبح بحلة أجمل مما كان. ويسرني أن أشكر كل من أرسل لي بملحوظة أو نبهني على غلط. كما يسرني أن أشكر من ساهم في خفض قيمة الكتاب في طبعته الأولى والثانية، وأسأل الله أن يبارك في أموالهم وأن يخلفهم خيرا. كتبه عبدالرحمن بن صالح السديس الرياض ٢٧/ ١١/ ١٤٣٠ هـ assdais@gmail.com

1 / 6

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، والصلاة والسلام على محمدٍ عبدِ الله ورسوله أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا ... أما بعد: فإن من نعم الله على هذه الأمة المرحومة أن هيأ لها بعد نبيها ﷺ أئمة ربانيين، قاموا بأمر الله خير قيام، فنصر الله بهم السنة، وقمع بهم البدعة، وجعلهم أئمة يُهتدى بهديهم، ويقتدى برأيهم؛ ومن هؤلاء الأئمة شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني، الذي أمضى عمره في الدعوة إلى الله، وتقرير العقيدة السلفية، ومحاربة البدع والضلالات، وكتب في ذلك كتبا كثيرة، كان من أصغرها حجما، وأكثرها نفعا في تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة "العقيدة الواسطية"، التي وقعت عند العلماء موقعا حسنا، فعنوا بها حفظا، ودرسا، وكتبت عليها شروح كثيرة؛ كشرح الشيخ عبد الرحمن السعدي، والشيخ فيصل آل مبارك، والشيخ محمد خليل هراس، والشيخ عبد العزيز الرشيد، والشيخ زيد الفياض، والشيخ عبد العزيز السلمان، والشيخ محمد العثيمين، والشيخ عبد الله الجبرين، والشيخ صالح الفوزان (١) وغيرِهم ﵏. وكان ممن شرحها للطلاب في مجالس علمية فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك - حفظه الله - وكان من ذلك شرحه لها في جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بحي سلطانة في مدينة الرياض في صيف

(١) هذه الشروح كلها مطبوعة.

1 / 7

عام ١٤١٤ هـ ضمن الدورة العلمية المكثفة، وهذا الشرح مسجل متداول، وقد قام الإخوة الكرام القائمون على الجامع بتفريغ هذا الشرح، وكتابته، وإدخاله في موقع المسجد على الشبكة العنكبوتية، وعنه انتشر في كثير من المواقع في الشبكة. وهذه النسخة المتداولة في الشبكة لم تقرأ على الشيخ، ووقع فيها سقط، وغلط كثير، وخلت من أي عناية. فعرضت على الشيخ - حفظه الله - فكرة العناية بهذا الشرح، وتهيئته للطباعة؛ فوافق على ذلك. فاستعنت بالله على إخراجه، وسار العمل في إخراج هذا الشرح على ما يلي: ١ - كتابة الشرح المسموع، ثم مقابلة المسموع بالمكتوب للتأكد من عدم وجود غلط، أو سقط. ٢ - تهيئته، وتنسيقه ليتناسب مع الطباعة. ٣ - قراءة الشرح كاملا على الشيخ - حفظه الله - لإضافة، أو حذف، أو تعديل، أو استدراك ما يراه مناسبا. ٤ - اعتمدت في إثبات متن "العقيدة الواسطية" على نسختين خطيتين، والمطبوع ضمن مجموع الفتاوى بعناية الشيخ ابن قاسم ﵀. ٥ - عزوت الآيات إلى مواضعها من كتاب الله، وأثبتها على رواية حفص عن عاصم. ٦ - خرجت جميع الأحاديث، والآثار الواردة في المتن، أو الشرح. والطريقة في ذلك ما يلي: (أ) إذا كان الحديث في الصحيحين، أو أحدهما اقتصرت في العزو عليه إلا لفائدة؛ كأن يكون اللفظ المذكور لغيرهما. (ب) إذا كان الحديث في غير الصحيحين خرجته من أهم المصادر، ونقلت ما تيسر من كلام أهل العلم عليه تصحيحا، أو تضعيفا

1 / 8

باختصار لئلا يطول الكلام، وفي بعض المواضع أحلت إلى بعض المراجع لمن أراد التوسع، والزيادة. (ج) - إذا كان الحديث في المصدر في عدة مواضع، فإني اقتصر على أحدها غالبا. ٧ - وثقت جميع النقول الواردة، وأحلت في بعض المسائل إلى كتب الأئمة للتوثيق، وزيادة الفائدة. ٨ - وضعت عناوين في بداية المقاطع المشروحة من المتن وسط إطار للتوضيح. ٩ - وضعت فهرسا للأحاديث، وقائمة بالمراجع التي عزوت لها في الحاشية، وفهرسا شاملا لمسائل الكتاب، وفهرسا إجماليا لموضوعات الكتاب.

1 / 9

معلومات النسخ الخطية اجتمع عندي مجموعة من النسخ الخطية لكن أكثرها متأخرة فرأيت الاكتفاء في إثبات المتن على نسختين منها، والمطبوع ضمن فتاوى شيخ الإسلام بعناية الشيخ ابن قاسم؛ لأن المتن الذي قرئ على الشيخ وشَرَحَه مقارب له جدا. وهذا بيان لمعلومات المخطوطتين: المخطوطة الأولى: نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق ضمن مجاميع المدرسة العمرية، برقم (٩١) الرسالة الرابعة، وهي في مكتبة الأسد برقم (٣٨٢٧)، تبدأ صفحاتها بعد العنوان من (٢٤ - ٣٥) فعدد الأوراق (١٢) ورقة، في كل ورة صفحتان إلا خمس ورقات ليس بها إلا صفحة. وعدد الأسطر في كل صفحة ما بين (٢٢ - ٢٣) إلا الأخيرة، ففيها (١٣) سطرا، وكاتبها هو: محمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبدالرحمن، وكتبها عام (٧٣٦) هـ. وهي نسخة نفيسة، من أقدم النسخ، وقد جعلتها أصلا، ورمزت لها برمز (ظ). المخطوطة الثانية: محفوظة في مكتبة برلين بألمانيا برقم (١٩٩٤)، وصورتها في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض ضمن مجموع برقم (١٠٩٥ - ف) في (١١) ورقة صفحتان، وعدد الأسطر (٢٣) سطرا عدا الأولى والأخيرة، ولم أجد اسم الناسخ، ولا تاريخ النسخ، ورمزت لها برمز (ب).

1 / 11

طريقة العمل في إثبات النص: جعلت نسخة المكتبة الظاهرية أصلا، ووضعت أرقام صفحات المخطوط في المتن بين معكوفين [] لتسهيل الرجوع إليه [لكن إن جاء وسط آية جعلته قبلها أو بعدها]، وذكرت فروق نسخة برلين إذا كان ثمَّ فائدة، أو اختلاف في المعنى، وربما أثبت بعض الألفاظ منها لأنها أحسن في السياق مع التنبيه على ذلك، وأعرضت عن ذكر الفروق غير المؤثرة، والأغلاط في الآيات؛ لئلا تشوش على القارئ، وتأخذ من وقته بلا فائدة. أضفت من النسخة المطبوعة المواضع التي شرحها الشيخ، وليست في المخطوط، والمواضع التي فيها زيادة فائدة، وجعلت ذلك بين معكوفين [] ونبهت على ذلك في الحاشية. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا. كتبه عبد الرحمن بن صالح بن عبد الله السديس الرياض ... assdais@gmail.com

1 / 12

ترجمة الشارح الشيخ عبد الرحمن البراك اسمه ونسبه: عبد الرحمن بن ناصر بن براك بن إبراهيم البراك، ينحدر نسبه من بطن العرينات من قبيلة سبيع. ميلاده ونشأته: ولد الشيخ في بلدة «البكيرية» من منطقة «القصيم» في شهر ذي القعدة سنة ١٣٥٢ هـ. وتوفي والده وعمره سنة، فنشأ في طفولته في بيت أخواله مع أمه، فتربى خير تربية. ولما بلغ الخامسة من عمره سافر مع أمه إلى «مكة»، وكان في كفالة زوج أمه «محمد بن حمود البراك». وفي «مكة» التحلق الشيخ بالمدرسة «الرحمانية»، وهو في السنة الثانية الابتدائية قدَّر الله أن يصاب بمرض في عينيه تسبب في ذهاب بصره، وهو في العاشرة من عمره. طلبه للعلم ومشايخه: عاد من «مكة» إلى «البكيرية» مع أسرته، فشرع في حفظ القرآن على عمه «عبد الله بن منصور البراك»، ثم على الشيخ «عبد الرحمن بن سالم الكريديس» ﵏، فحفظ القرآن وعمره عشر سنين تقريبًا وفي حدود عام ١٣٦٤ - ١٣٦٥ هـ بدأ في حضور الدروس والقراءة على العلماء، فقرأ على الشيخ «عبد العزيز بن عبد الله السبيل» ﵀ جملة من

1 / 17

كتاب «التوحيد»، و«الآجرومية»، وقرأ على الشيخ محمد بن مقبل ﵀ «الأصول الثلاثة». ثم سافر إلى «مكة» مرة أخرى في عام ١٣٦٦ هـ تقريبًا، ومكث بها ثلاث سنين، فقرأ في «مكة» على الشيخ «عبد الله بن محمد الخليفي» ﵀ إمام المسجد الحرام في «الآجرومية». وهناك التقى بعالم فاضل من كبار تلاميذ العلامة «محمد بن إبراهيم»، وهو الشيخ «صالح بن حسين العلي العراقي» ﵀، وكان من أصدقاء العلامة «عبد العزيز ابن باز» ﵀، فجالسه واستفاد منه، ولما عُيِّن الشيخ «صالح» مديرًا للمدرسة «العزيزية» في بلدة «الدلم» أحب الشيخ «صالح» أن يرافقه الشيخ «عبدالرحمن» حفاوة به، فصحبه لطلب العلم على الشيخ «ابن باز» حين كان قاضيًا في بلدة «الدلم»، فرحل معه في ربيع الأول من عام ١٣٦٩ هـ، والتحق بالمدرسة «العزيزية» بالصف الرابع، وكان من أهم ما استفاده في تلك السنة الإلمام بقواعد «التجويد» الأساسية. وفي نفس السنة سافر مع جمع من الطلاب مع الشيخ «ابن باز» إلى الحج، وبعد عودته ترك الدراسة في المدرسة «العزيزية»، وآثر حفظ المتون مع طلاب الشيخ «ابن باز»، ولازم دروسه المتنوعة، فقد كان يُقرأ عليه ﵀ في «الأصول الثلاثة»، و«كتاب التوحيد»، و«عمدة الأحكام»، و«بلوغ المرام»، و«مسند أحمد»، و«تفسير ابن كثير»، و«الرحبية»، و«الآجرومية». ومكث في «الدلم» في رعاية الشيخ «صالح العراقي»، فقد كان مقيمًا معه في بيته، ودَرَس عليه علم «العَروض». وحفظ في «الدلم» «الأصول الثلاثة»، «كتاب التوحيد»، «والآجرومية»، و«قطر الندى»، و«الرحبية»، وقدرًا من «ألفية ابن مالك» في النحو، و«ألفية العراقي» في علوم الحديث. وبقي في «الدلم» إلى أواخر عام ١٣٧٠ هـ، وكانت إقامته هناك لها أثر كبير في حياته العلمية.

1 / 18

وثم التحق الشيخ بـ «المعهد العلمي» في الرياض حين افتتاحه في محرم ١٣٧١ هـ ثم تخرج فيه عام ١٣٧٤ هـ، ثم التحق بـ «كلية الشريعة» بالرياض، وتخرج فيها سنة ١٣٧٨ هـ. وتتلمذ في المعهد، والكلية على مشايخ كثيرين من أبرزهم: العلامة «عبد العزيز ابن باز»، والعلامة «محمد الأمين الشنقيطي»، ودرسهم في «المعهد» «التفسير»، و«أصول الفقه»، والعلامة «عبدالرزاق عفيفي» ودرسهم «التوحيد»، و«النحو»، و«أصول الفقه»، والشيخ «محمد عبدالرزاق حمزة»، و«عبد العزيز بن ناصر الرشيد» وغيرهم، ﵏ جميعا. وكان في تلك المدة يحضر بعض دروس العلامة «محمد بن إبراهيم» آل الشيخ في المسجد. وأكبر مشايخه عنده، وأعظمهم أثرًا في نفسه العلامة «عبد العزيز ابن باز» ﵀ فقد أفاد منه أكثر من خمسين عامًا بدءًا من عام ١٣٦٩ هـ إلى وفاته في عام ١٤٢٠ هـ، ثم الشيخ «صالح العراقي» الذي استفاد منه حب الدليل، ونبذ التقليد، والتدقيق في علوم «اللغة» من «نحو»، و«صرف»، و«عَروض». الأعمال التي تولاها: عمل الشيخ مدرسًا في «المعهد العلمي» في مدينة الرياض سنة ١٣٧٩ هـ وبقي فيه ثلاثة أعوام، ثم نُقل إلى «كلية الشريعة» بالرياض، وتولى تدريس العلوم الشرعية، ولما افتتحت «كلية أصول الدين» عام ١٣٩٦ هـ نقل إليها في قسم «العقيدة والمذاهب المعاصرة»، وتولى تدريس العقيدة في الكُليتين إلى أن تقاعد عام ١٤٢٠ هـ، وأشرف خلالها على عشرات الرسائل العلمية. وبعد التقاعد رغبت «الكلية» التعاقد معه؛ فعمل مدة ثم تركه، كما طلب منه الشيخ «ابن باز» ﵀ أن يتولى العمل في الإفتاء مرارًا؛

1 / 19

فتمنَّع، ورضي منه شيخه أن ينيبه في «رئاسة الإفتاء» في الرياض في فصل الصيف حين ينتقل المفتون إلى مدينة «الطائف»، فأجاب الشيخ حياءً؛ إذ تولى العمل مرتين، ثم تركه. وبعد وفاة العلامة «ابن باز» ﵀ طلب منه المفتي العام الشيخ «عبد العزيز آل الشيخ» أن يكون عضو إفتاء، وألح عليه في ذلك؛ فامتنع، وآثر الانقطاع للتدريس في المساجد. جهوده في نشر العلم: جلس الشيخ للتعليم في مسجده الذي يتولى إمامته «مسجد الخليفي بحي الفاروق»، ومعظم دروسه فيه، وكذلك التدريس في بيته مع بعض خاصة طلابه، وله دروس في مساجد أخرى، وله مشاركات متعددة في الدورات العلمية المكثفة التي تقام في الصيف، إضافة لإلقائه لكثير من المحاضرات، كما تعرض على الشيخ بعض الأسئلة من عدد من المواقع الإسلامية في الشبكة العنكبوتية. طلابه: طلاب الشيخ كثيرون يتعذر على العاد حصرهم، وكثير من أساتذة الجامعات، والدعاة المعروفين قد تتلمذوا عليه، وغيرهم من طلاب العلم. وبعد توفر الوسائل الحديثة يسر الله لكثير من طلاب العلم في خارج البلاد من متابعة دروس الشيخ عبر الشبكة على الهواء مباشرة عن طريق موقع «البث الإسلامي» «www.liveislam.net». احتسابه: وللشيخ جهود كبيرة في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومناصحة المسؤولين والكتابة لهم، وتحذير الناس من البدع وسائر الانحرافات والمخالفات .. وله في ذلك فتاوى ومقالات كثيرة، وله مشاركة مع

1 / 20

بعض المشايخ في عدد من البيانات والنصائح الموجهة للعموم المسلمين. اهتمامه بأمور المسلمين: للشيخ حفظه الله اهتمام بالغ بأمور المسلمين في جميع أنحاء العالم، فيتابع أخبارهم فهو كثير الحزن والتألم لما يحدث لهم في كثير من البلاد وهو متابع لأخبارهم، وفي أوقات الأزمات يبادر بالدعاء لهم، والدعاء على أعدائهم، ويبذل النصح والتوجيه لهم، وللمسلمين فيما يجب نحوهم. إنتاجه العلمي: انصرف الشيخ عن التأليف مع توفر آلته، وبذل معظم وقته في تعليم العلم، والإجابة عن الأسئلة، وقد قرئت عليه عشرات الكتب في مختلف الفنون، وقد سُجل بعضها وما لم يسجل أكثر. وقد صدر للشيخ من المطبوعات «شرح الرسالة التدمرية»، و«جواب في الإيمان ونواقضه»، و«موقف المسلم من الخلاف»، و«التعليقات على المخالفات العقدية في فتح الباري» لابن حجر، و«شرح العقيدة الطحاية»، و«توضيح المقصود في نظم ابن أبي داود»، «والفوائد المستنبطة من الأربعين النووية». وفي حياة الشيخ جوانب كثيرة مشرقة أعلم أنه يكره ذكرها، أسأل الله أن يبارك في عمره، ويمد فيه على طاعته، وينفع بعلمه.

1 / 21

[مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة] [٢٤/ ١] بسم الله الرحمن الرحيم (١) الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقِّ ليظهرَه على الدِّين كُلِّه، وكفى باللَّه شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه (٢) وسلم تسليما مزيدا. اعتقاد (٣) الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة - أهل السنة والجماعة-: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره. ــ الشرح ــ "الحمد لله" هذه افتتاحية العقيدة الواسطية من تأليف الإمام الكبير الشهير بعلمه وجهاده وإحيائه للسنن ومحاربته للبدع: الإمام المعروف أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني ﵀ (٤).

(١) [في (ظ) صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما] (٢) [في (ب) و(م): وعلى آله، وفي (م) وأصحابه] (٣) [في (م) فهذا اعتقاد] (٤) [أفرد جمع من العلماء كتبا في ترجمة شيخ الإسلام، منهم: ابن عبد الهادي، والبزاز، ومرعي الكرمي وغيرهم. أما ترجمته ضمن كتب التراجم، فقد ترجم له أمم من العلماء، قد جمعها الشيخان محمد عزيز شمس وعلي العمران في كتاب: الجامع في سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية]

1 / 23

وهذا الكتاب الموسوم بالعقيدة الواسطية نسبة إلى من طلب من الشيخ كتابتها، وهو رجل من أهل العلم (١) في نواحي واسط بلد معروف في العراق (٢)، فعرفت بالعقيدة الواسطية. ولا مشاحة في التسمية؛ فالمقصود التمييز، كما أن لشيخ الإسلام مؤلفات كثيرة في مسائل الاعتقاد، بل لعلنا لا نبالغ إذا قلنا: إن معظم مؤلفات شيخ الإسلام في مسائل الاعتقاد. فقد ألف في مسائل الاعتقاد مؤلفات مطولة ومختصرة، ومعظمها ألفها إجابة للسائلين، فهو لا يكاد يبتدئ التأليف ابتداء، بل جُل مؤلفاته إجابة لمسائل، وردود على المخالفين، ومن أمتع وأفضل ما ألف في الاعتقاد هذه العقيدة: "العقيدة الواسطية" التي ذكر أنه كتبها، وهو قاعد بعد العصر في مجلس واحد (٣). وقد نوظر في شأنها وجودل؛ لأنه قرر فيها اعتقاد أهل السنة والجماعة من السلف الصالح، من الصحابة، والتابعين وأئمة الدين، ومن سلك سبيلهم. وهذا يخالف ما عليه جمهور الناس فقد دخلت عليهم المذاهب المبتدعة؛ فلذلك ينكرون ويستنكرون ما يخالف ما هم عليه. وقد أبان ﵀ في المناظرة التي كتبها (٤) أنه إنما يقرر في هذا الاعتقاد ما دل عليه الكتاب والسنة، وما درج عليه أهل القرون المفضلة من الصحابة والتابعين، وأنه في هذه العقيدة يتحرى الألفاظ الشرعية.

(١) [القاضي رضي الدين الواسطي الشافعي، قال عنه شيخ الإسلام: كان من أهل الخير والدين. مجموع الفتاوى ٣/ ١٦٤] (٢) [معجم البلدان ٥/ ٣٤٧] (٣) [مجموع الفتاوى ٣/ ١٦٤] (٤) [مجموع الفتاوى ٣/ ١٦٠]

1 / 24

وهذه العقيدة متميزة على سائر ما ألفه ﵀ فكثير من مؤلفاته في مسائل الاعتقاد مشتمل على ذكر شبهات المفترين، ومناقشتها مناقشة عقلية وشرعية، كما هو ظاهر في "الرسالة التدمرية". أما العقيدة الواسطية فإنها خالصة، فيها تقرير لمعتقَد أهل السنة والجماعة وبيان أصولهم، مع التدليل على ذلك من القرآن والسنة، من غير تعرض لشبهات المخالفين؛ فلذلك كانت هذه العقيدة جديرة بالحفظ. وقد عرض فيها ﵀ لأكثر المسائل التي وقع فيها الافتراق، والتي خالف فيها أهل السنة سائر فرق الأمة. يقول ﵀ في خطبة هذه العقيدة: "الحمد لله الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا" هذا الثناء مقتبس من القرآن كما في سورة الفتح: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ [(٢٨) سورة الفتح]. والهدى هو: العلم النافع، ودين الحق هو: العمل الصالح، وهذا جماع رسالة محمد ﷺ. "وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ": كفى به مطلعا على عباده، وأحوالهم الظاهرة والباطنة. وفي هذا إشارة إلى دليل من أدلة صدق الرسول ﷺ؛ فإن الإيمان باطلاعه تعالى على أحوال الخلق يستلزم الإيمان بصدق محمد ﷺ كما قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [(٥٣) سورة فصلت] فكفى دليلا على صدق الرسول ﷺ، وصدق ما جاء به من القرآن والحكمة، أنه تعالى على كل شيء شهيد ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾.

1 / 25

"وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا" هذه كلمة التوحيد المركبة من نفي وإثبات، من نفي إلهية ما سوى الله، وإثبات الإلهية له تعالى وحده. "وأشهد أن لا إله إلا الله وحده" فـ "وحده" هذه حال مؤكِدة لمدلول الإثبات "إلا الله". "لا شريك له" هذه أيضا جملة مؤكِدة لمدلول النفي "لا إله". "لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا" وهذا تأكيد بعد توكيد: إقرارا به وتوحيدا له ﷾ في إلهيته، وربوبيته، وأسمائه وصفاته. "وأشهد أن محمدا عبده ورسوله": وهكذا يجب أن يشهد الإنسان للنبي ﷺ بأنه عبد الله ورسوله، يجب أن يجمع في الشهادة للرسول ﷺ بأنه عبد عابد لله مربوب مدبَّر، ليس بإله، وليس له شيء من خصائص الإلهية، بل رسول من عند الله ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [(١٥٨) سورة الأعراف]. وهذا هو الصراط المستقيم فيما يجب اعتقاده في الرسول ﷺ فإن الناس فيه ﷺ طرفان ووسط، فمن الناس من فرط في حقه؛ فكذبه، أو قصَّر في اتباعه. ومنهم من غلا فيه، ورفعه فوق منزلته التي أنزله الله فيها، وهذا ما حذر منه ﷺ في قوله: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبد الله ورسوله " (١). يعني: لا تبالغوا في مدحي ولا تغلوا فيَّ. "وأشهد أن محمدا عبده ورسوله" ﷺ، كما في التشهد (٢)، "صلى الله عليه"، وهذه صفة صلاتنا عليه: أن نسأل الله أن يصلي عليه، كما قال ﷺ لما قال له الصحابة: " كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم

(١) [رواه البخاري (٣٤٤٥) من حديث عمر ﵁] (٢) [رواه البخاري (٨٣١) ومسلم (٤٠٢) عن ابن مسعود ﵁]

1 / 26

صل على محمد وعلى آل محمد "الحديثَ (١). فصلاتنا على الرسول ﷺ هي: دعاؤنا، وسؤالنا الله بأن يصلي عليه ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [(٥٦) سورة الأحزاب] وأحسن ما قيل في هذا المقام: إن الصلاة من الله ثناؤه على عبده عند الملائكة (٢). ولنبينا ﷺ من ثناء الله أكمل ثناء أثنى الله به على عبد من عباده؛ لأنه ﷺ هو سيد ولد آدم، فحظه من صلاة الله، ومن ثنائه أوفر حظ ونصيب. "وعلى آله وصحبه" الآل هنا هم أتباعه ﷺ، وعَطفُ الصحابة على الآل في هذا المقام من عطف الخاص على العام، وقد درج أهل السنة على ذكر الصحابة في الصلاة على الرسول ﷺ خارج الصلاة، أما في الصلاة فيتقيد بنص ما ورد. وهذا كله دعاء له ﷺ بأن يصلي الله عليه، وأن يسلم عليه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [(٥٦) سورة الأحزاب] وصلاتنا، وسلامنا عليه بأن نسأل الله أن يصلي، ويسلم عليه، ومن صفة السلام ما جاء في التشهد: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " (٣). هذه الخطبة اشتملت على حمد الله، فله الحمد كله، وله المدح، والثناء كله؛ لأنه الموصوف بجميع المحامد، الموصوف بكل كمال، فلا

(١) [رواه البخاري (٤٧٩٧) ومسلم (٤٠٦) عن كعب بن عُجْرة ﵁]. (٢) [أخرجه البخاري عن أبي العالية تعليقا مجزوما به في كتاب التفسير باب قوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، ووصله إسماعيل بن إسحاق المالكي في "فضل الصلاة على النبي" ص ٨٠ رقم (٩٥) وانظر: "جلاء الأفهام لابن القيم" ص ١٦٢] (٣) [تقدم تخريجه ص ٢٦، حاشية رقم ٢]

1 / 27

يستحق الحمد كله، والثناء كله إلا المستحق لكل كمال، الموصوف بجميع نعوت الجلال، وليس ذلك إلا الله وحده، فهو الذي له الحمد كله، وله الملك كله، وبيده الخير كله ﷾. يقول الشيخ ﵀: "صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم " يعني: وسلم الله عليه. "تسليما" هذا مصدر مؤكد. "مزيدا" موصولا بالزيادة مستمرا دائما. "أما بعد" هذه جملة يؤتى بها للانتقال من المقدمة إلى المقصود، وكان من هديه ﷺ أنه يقول في خطبه: أما بعد (١)، ومعناها عند أهل اللغة (٢): مهما يذكر من شيء بعد فهو: كذا وكذا. " فهذا اعتقاد" إشارة إلى ما هو حاضر مما سيذكره الشيخ في هذه العقيدة، وبهذا يتبين أن الشيخ قصد في هذا التأليف إلى بيان اعتقاد الفرقة الناجية في ربهم، واعتقادهم فيما أمر الله بالإيمان به. "الفرقة الناجية المنصورة" وصفها بالصفتين: الناجية والمنصورة أخذا من الحديث المشهور المروي في المسانيد، والسنن عن النبي ﷺ: " إن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم، وأصحابي (٣) " وفي لفظ " وهي الجماعة (٤) هذه هي الفرقة الناجية.

(١) [انظر: صحيح البخاري، باب: مَن قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد، الأحاديث (٩٢٢ - ٩٢٧)]. (٢) [لسان العرب ١٤/ ٤٨، والجنى الداني ص ٥٢٢، وأوضح المسالك ٤/ ٢١١] (٣) [رواه الترمذي (٢٦٤١) - وقال: هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه ـ، والحاكم ١/ ١٢٨ من حديث عبد الله بن عمرو ﵁. ورواه الطبراني في الأوسط ٨/ ٢٢ من حديث أنس ﵁، وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا عبد الله بن سفيان المدني، وياسين الزيات.] (٤) " [رواه أحمد ٤/ ١٠٢، وأبو داود (٤٥٩٧) من حديث معاوية ﵁. وأحمد ٣/ ١٤٥ وابن ماجه (٣٩٩٣) من حديث أنس ﵁. وابن ماجه (٣٩٩٢) من حديث عوف بن مالك ﵁. وصححه شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى ٣/ ٣٤٥ - ٣٥٩، وعلق عليه بتعليق طويل، وذكره الكتاني في كتابه نظم المتناثر من الحديث المتواتر ص ٥٧ رقم (١٨)]

1 / 28

فالفرقة المستقيمة على ما كان عليه الرسول ﷺ توصف بأنها الناجية أخذا من هذا الحديث؛ لقوله ﷺ "كلها في النار إلا واحدة ". وهي المنصورة؛ لقوله ﷺ " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله ﵎ " (١). فهي موصوفة بالنجاة، وبالنصر. والفرقة الناجية المنصورة هم أهل السنة والجماعة الذين التزموا طريقة الرسول ﷺ، وما عليه جماعة المسلمين، واعتصَموا بحبل الله جميعا، وجانبوا الفُرقة وأسبابها. والفرقة، والطائفة معناهما متقارب. ثم بين الشيخ هذا الاعتقاد إجمالا بقوله: "وهو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره". هذه هي أصول الإيمان التي فسر بها النبي ﷺ الإيمان، في حديث جبريل حين سأل النبي ﷺ " فقال: أخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " (٢). هذه أصول الإيمان الستة، فجميع مسائل الاعتقاد راجعة إلى هذه الأصول.

(١) [رواه البخاري (٣٦٤١)، ومسلم في كتاب الإمارة (١٠٣٧) من حديث معاوية ﵁، وقد رواه عن النبي ﷺ جمع من الصحابة، انظر: قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة رقم (٨١) ص ٢١٦، ونظم المتناثر رقم (١٤٥) ص ١٥١]. (٢) [رواه مسلم (٨) من حديث عمر ﵁].

1 / 29

إذًا؛ هذا هو اعتقاد الفرقة الناجية بهذه الأصول على سبيل الإجمال، والإيمان بها فرض عين على كل مكلف. الأصل الأول: الإيمان بالله: ويشمل ثلاثة أمور: الإيمان به ربا - يعني ـ: مالكا مدبرا منعما متفضلا خالقا رازقا. والإيمان به إلها معبودا لا يستحق العبادة غيره. والإيمان به مستحقا لجميع صفات الكمال، ونعوت الجلال. فالإيمان بالله يشمل الإيمان بربوبيته، وإلهيته، وأسمائه وصفاته على سبيل الإجمال. الأصل الثاني: الإيمان بالملائكة: كما أخبر الله عنهم في كتابه، أنهم مخلوقون موجودون، عباد مكرمون، خيار اختارهم الله، واصطفاهم، وفضلهم، وجعلهم عبادا طائعين خاضعين ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ [(٢٦ - ٢٨) سورة الأنبياء] وفي هذا رد على من زعم أن الملائكة بنات الله، فجعلوهم ولدا لله، وقال تعالى: ﴿فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ﴾ [(٣٨) سورة فصلت]، وفي الآية الأخرى ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾ [(٢٠٦) سورة الأعراف] والآيات في ذكر الملائكة، وصفاتهم وعبادتهم لربهم، ودوام خضوعهم وتسليمهم كثيرة، فهم عباد، ليسوا آلهة ﴿وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ [(٢٩) سورة الأنبياء]، وحاشا أن يقول أحد منهم ذلك فهم معصومون. والأصل الثالث: الإيمان بالكتب، ويتضمن الإيمان بكل ما أنزله الله من كتبه على من شاء من رسله، ما علمنا منها، وما لم نعلم، فيجب أن نؤمن بأن الله أنزل كتبا على من شاء من رسله، منها: التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن، وهو أعظم كتب الله.

1 / 30