الذرات تأمر الذرات، العضو يأمر العضو، الأمر الأكبر صادر من أعلى. •••
في الصباح رد تحيته شاويش الحجز بقرف. ابنك فقأ عين مسجون مرحل. برز له من باب الحجز وجه رفيع أصفر، ابنك مظلوم. المجرم حاول الاعتداء عليه بالقوة، ولو كنت مكانه لفقأت العينين. أين الولد؟ أمام الضابط. يا حضرة الضابط، كلمة. ولا كلمة. س سؤال: هل هتك عرضك فعلا؟ أرني نفسك. يغلي الولد بالغضب يثور، يضربه الضابط.
يثور الأب. يضربه العساكر، وخارج القسم يلقونه.
يعود مغلوبا يسأل. المسجون أخذته الإسعاف إلى المستشفى.
أمام قسم العيون ينتظر ممنوعا من الدخول. بالرشوة يدخل.
يا دكتور. العين انفجرت، خيطناها، وهو وحظه.
لو ضربت سنستأصل عينه الأخرى. أعمى هو قد أصبح. إلى أين يذهب؟ جريا إلى المحامي المفتخر. المحامي مستريح تماما يقول: المحضر. المسألة في يد الضابط. وفي يد الضابط يدس خمس ورقات بمائة جنيه، فيدفعه الضابط كمن أصيب بلدغة. يفتح محضرا بمحاولة رشوة والشهود اثنان من أمناء الشرطة. الظلام الكامل حل. شعاع ضوء. المحامي جاء وتوسط. الظروف، حرام. راعيها يا سعادة الضابط. كله منها. حين كان يغضب منها، أو تغضب منه كانت الدنيا تظلم. ليصلحها الآن وفورا. التاكسي حين يركبه يجده ذاهبا إلى شبرا، يهبط في منتصف الطريق يتطلع، لا يعرف أين هو، الحي غريب، وبيته يبدو في آخر الدنيا، في آخر الدنيا.
وحين يصل يجده مغلقا، ولا أحد في الشقة. على البسطة يجلس. أراد أن يبكي، كان قد وصل إلى ما وراء البكاء. انتظر. عاما كاملا بدا انتظاره، جاءت ومعها الابنة. ما إن رأته حتى خلعت فردة الحذاء، شرر عينيها يصب اللا تفاهم المطلق. فتح فمه. هبت عاصفة من فمها. أطل الجيران. اندفع إلى الشارع يجري. قابله صهره. الخمسمائة جنيه. وصل أمانة يستحق الدفع اليوم. الدفع أو الحبس.
في حجرة الفندق أصبح التنفس صعبا.
لا، ليس الآن، أرجوك أيها الموت ليس وأنا مهزوم ومسحوق.
অজানা পৃষ্ঠা