ইস্তাম্বুল এর কাহিনী

সোহা শামি d. 1450 AH
122

ইস্তাম্বুল এর কাহিনী

عرافة إسطنبول

জনগুলি

رغم أن إلينورا كانت تستيقظ كل يوم بمزيد من النشاط الملحوظ عن اليوم الذي يسبقه وشهيتها تتحسن والقوة تتدفق في أطرافها، كان تماثلها للشفاء أبطأ مما تتمنى. وطبقا لأوامر الأطباء كانت تتناول الوجبات في غرفتها ولا تغادر الفراش إلا بغرض الذهاب إلى دورة المياه، أو الجلوس في مقعدها المفضل بجوار النافذة البارزة. وقضت معظم فترة النقاهة مستكينة في هذا المقعد، لا تقرأ ولا تفكر كثيرا، بل تراقب حياة المدينة وهي تمر أسفل منها فحسب. كانت قد نسيت متعة مراقبة حركة السفن عبر البوسفور، ومرور السفن البخارية المنتظم ذهابا وإيابا بين بحر مرمرة والبحر الأسود الذي تقطعه شبكة من قوارب الكاياك تمتد من بيشكطاش حتى إمينونو وأوسكادار وحيدر باشا وأبعد من ذلك. ومن موقعها عند حافة المضيق، كانت إلينورا ترى أنماطا لم تكن قد لاحظتها من قبل: سير المتسولين المتثاقل من مسجد إلى آخر، وانجراف قناديل البحر والطمي مع التيار باتجاه الجنوب، والظلال الرقيقة للمآذن تمتد عبر المدينة كما لو كانت عقارب ساعة عملاقة.

في صباح اليوم الخامس بعد إصابتها بالنوبة، غامرت إلينورا بالنزول إلى الطابق السفلي، وتناولت الإفطار في غرفة الطعام مع البك، وعندما انتهت من الإفطار عادت إلى الطابق العلوي حيث الخمول الخانق الذي يميز غرفتها. قضت صباح اليومين التاليين على نفس الوتيرة، ولكن في صباح اليوم الثامن قررت فجأة أن تقضي يومها في المكتبة، فقد أصبح قضاء ساعة أخرى في غرفتها أمرا غير محتمل بالنسبة إليها، ولم يكن ثمة سبب يجعل جلوسها في غرفتها يختلف عن جلوسها في المكتبة. وهكذا، فبدلا من أن تجر إلينورا قدميها حتى الطابق العلوي كي تجلس بجوار النافذة البارزة، نهضت من مقعدها وسارت من القاعة الكبرى حتى المكتبة.

وعند بلوغ وجهتها كانت قد شعرت بالتعب، وكل ما استطاعت فعله هو أن تنهار في المقعد المجاور للمدفأة. وعندما استجمعت قواها، تفحصت الأشياء المحيطة بها. يبدو أن البك قد قضى معظم الليلة الماضية جالسا على هذا المقعد نفسه، فقد كانت قاعدته غائرة لأسفل من كثرة الجلوس عليه، وامتلأت الطاولة الجانبية بمتعلقات شخصية مبعثرة وأكواب الشاي وأعقاب السجائر. وأسفل تلك الفوضى التي تمخضت عنها الليلة السابقة، عثرت إلينورا على نسخة يوم الأحد من صحيفة لم ترها من قبل. طوت ساقيها تحتها كما لو كانت حشرة فرس النبي، ورفعت صحيفة «نيويورك صنداي نيوز» بهدوء من أسفل زجاجة نصف خالية من الكونياك. وفتحت الصحيفة وأخذت تتصفحها. ثمة مقال عن إعادة بناء فانكوفر، ومقال طويل يستعرض إنجازات الجمعية الجغرافية الوطنية في عامها الأول، ولكن لم يستحوذ أي منهما على اهتمامها. كانت على وشك أن تضع الصحيفة عندما عثرت بالمصادفة على مقال «صورة من الخارج» لهذا الأسبوع. احتل المقال المقصود معظم الصفحة الخلفية، وزين بصورة بالنقش الصلب للبوسفور، وأسفل الصورة طبع العنوان بخط كبير: «عرافة إسطنبول».

منذ عدة قرون في دلفي، في عصر هوميروس وأفلاطون، كانت الفتيات يتنبأن بأقدار كل مواطن محظوظ تقع في حوزته بضع عملات معدنية ولديه القوة لمعرفة الحقيقة. وتحت لواء كلمتين اثنتين فحسب - «اعرف نفسك» - كانت أولئك العرافات يتنبأن بمصائر الملوك والشعراء والفلاسفة والتجار. وقصة الإسكندر وعرافة بيثيا معروفة أيضا، شأنها في ذلك شأن قصة شيشرون وفيليب الثاني. قد يظن المرء أن الأمور قد تغيرت كثيرا منذ أيام قيصر، ولكن في إسطنبول ما زال الملوك يتشاورون مع أصحاب العلم الباطني؛ فقد سمع مراسلكم أن سلطان الترك العظيم عبد الحميد الثاني قد تشاور الأسبوع الماضي مع عرافة تشبه عرافات دلفي القدامى، وهي فتاة يهودية قادرة على الاستبصار تدعى إلينورا كوهين، يزعم أنها قد دخلت في نوبة تنبئية عند قدمي السلطان أثناء لقائهما.

قال البك وهو يغلق باب المكتبة خلفه: «إنه أمر مربك أن يقرأ المرء عن نفسه في الجريدة.»

ورغم أنه كان يبتسم، فقد حمل بقية وجهه تعبيرا يوحي بخطورة المقصد؛ زاوية حاجبيه، وتصلب يديه المطويتين عند خصره، وكل ما في مظهره كان يوحي بأن الأمر الذي يوشك على مناقشته غاية في الجدية والخطورة. «أنا شخصيا كنت محظوظا بما يكفي كي أحظى بمقالات كتبت عني تنقل الحقيقة، لا تخلو من السباب ولكن معظمها حقيقي.»

لمست إلينورا رقبتها بأطراف أصابعها وطوت الجريدة نصفين. لم تكن ترغب في أن يظن البك أنها لا تعيره انتباهها بالكامل.

قال وهو يجلس في المقعد المقابل لها: «منذ لقائك مع السلطان ظلت مجموعة من الشائعات تنتشر.»

كان صعبا على إلينورا أن تتخيل أنها موضع اهتمام من أي شخص غير سكان منزل البك. كانت قد جذبت انتباه السلطان بالطبع، ولكن ذلك كان أمرا استثنائيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولم تتخيل قط أن ذلك الاهتمام قد يمتد إلى الآخرين.

قال البك وهو يلتقط الجريدة من فوق ساقيها: «رغم أن هذا المقال جانبه الصواب في بعض الأمور، فإنه في حقيقة الأمر مقتطف دقيق من الشائعات، على الأقل كما سمعتها.»

অজানা পৃষ্ঠা