এই সময়ের আরব: মালিকহীন দেশ
عرب هذا الزمان: وطن بلا صاحب
জনগুলি
انقسمت الدولة قبل أن تقوم. حماس في غزة، وفتح في الضفة. ووقعت حرب أهلية قبل الاستقلال. ويتحقق التقسيم مبكرا للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس؛ تطبيقا لمخطط التقسيم للوطن العربي كله. حماس تتهم فتح بالعمالة والخيانة، وفتح تتهم حماس بالانقلاب على السلطة الشرعية والخروج على القانون. والجامعة العربية تؤيد فتح، ولا تدين حماس؛ حرصا على وحدة الشعب الفلسطيني وسلامة أراضيه تحت الاحتلال. والعرب وإسرائيل والغرب يؤيدون السلطة، ويعدون بفك الحصار، وبوجود الشريك الفلسطيني أخيرا للتفاوض على مشاريع التسوية، خارطة الطريق أو مبادرة السلام العربية؛ تمهيدا لضرب حماس في غزة واستئصال المقاومة؛ العقبة الكئود أمام التسوية. وتعيد إسرائيل احتلال غزة، وتسقط فتح في الضفة؛ لأن الأخ لم يأت لمساعدة أخيه، وسلمه إلى الجلاد ما دام قد نال الاعتراف الدولي بشرعيته، حتى ولو كان تحت الاحتلال. اغتالت إسرائيل الشيخ ياسين وهي الآن تصفي أنصاره، ثم تدور الدائرة على فتح عندما يعرض عليها ما رفضته من قبل عندما كانت تمثل كل فلسطين. وينتهي مثل العرب: «أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب.»
ويعود تاريخ العرب من جديد أيام الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية، ويتساءل الفقهاء: هل تجوز إمامة المفضول وهو معاوية، مع وجود الأفضل وهو علي؟ هل تجوز إمامة فتح وهي المفضول، مع وجود حماس وهي الأفضل؟ ويفتي مالك بالجواز حقنا لدماء المسلمين. القلوب مع علي، والمصالح مع معاوية.
الشرعية مع علي، والقوة مع معاوية. الثورة مع علي في الحجاز، والدولة مع معاوية في دمشق.
هل تدنيس المقدس إرهاصات لفلسطين الجديدة؛ حكومة يقودها المستقلون الوطنيون، وتبقى فتح وحماس في المعارضة، تمثل الرقابة الشعبية والثورة حتى النصر؟ أين حيدر عبد الشافي ليعيد سيرة سوار الذهب ورئيس المجلس العسكري الثوري في موريتانيا؟ فالسلطة ليست في القصر، بل في التاريخ.
الثورة الإسلامية في إيران: بين التحديات الخارجية والمخاطر الداخلية
فاجأت الثورة الإسلامية في إيران العالم كله باندلاعها في فبراير 1979م بعد أن ظنها الغرب، وعلى رأسها الشاه التابع لأمريكة والغرب، واحة أمان. تراكمت فيها محاولات الثورات السابقة، وتعذيب الثوار في السجون على أيدي السافاك، وتأميم مصدق البترول في 1954م الذي كان الملهم لتأميم ناصر لقناة السويس في 1956م، وهروب الشاه وعودته بعد الانقلاب الذي دبرته الولايات المتحدة الأمريكية ضد مصدق.
وكان «أول عناصر قوتها» زعامة قوية لا تساوم ممثلة في الخميني، الذي كان ناصر يساعده وهو في ملجئه في النجف في العراق، يساعد مجاهدي خلق، عصب الثورة وقوتها الضارية، ضد نظام الشاه، ثم في منفاه في باريس من خلال شرائط التسجيل التي يخاطب بها شعب إيران. «والإسلام الثوري هو عنصرها الثاني»، أيديولوجية شعبية نابعة من تاريخ إيران، تحمل آمالها في الحرية والاستقلال والدفاع عن الهوية الوطنية، لا خلاف عليها بين الطبقات الاجتماعية. وحدت الأيديولوجيات الثورية الأخرى داخلها، مثل الماركسية وحركة تحرير إيران ومجاهدي خلق، وفدائي خلق، طلبة وعمالا ومثقفين وجنودا، كما كان الشيخ إمام يغني: «عمال وفلاحين وطلبة.» «والعنصر الثالث» جماهير شعبية بالملايين في الشوارع تستولي على الكلية الحربية رمز نظام الشاه. تسد الطرقات، وتملأ الملايين.
ثم طعنها العرب في الخلف. غزاها النظام العراقي السابق بعد عامها الأول وهي تتحدى الولايات المتحدة بوازع منها وتشجيع على الغزو لإضعاف القوتين العسكريتين الإيرانية والعراقية؛ حماية لإسرائيل من الجبهة الشرقية بعد أن اتسع عمقها الاستراتيجي من سورية إلى العراق إلى إيران، بعد عزل الجبهة الجنوبية في مصر بعد كامب ديفيد في 1978م، ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 1979م، والإعلان المستمر على أن حرب 1973م هي آخر الحروب، وأن السلام اختيار استراتيجي للعرب. وقطعت مصر العلاقات السياسية معها إلى الآن ما يقرب من ثلاثين عاما، وكأنها أخطر على العرب من إسرائيل التي عقدت الصلح معها، واعترفت بها، وتبادلت السفراء معها تحت وهم تشجيع الحركات الإسلامية في مصر والوطن العربي، وأن يتكرر النموذج الإيراني في الثورة الإسلامية في باقي أرجاء الوطن العربي والعالم الإسلامي بإيحاء من الولايات المتحدة وإسرائيل. والثورة الإسلامية هي الناصرية مركبة على الإسلام؛ الحلم الذي راود الثورة المصرية في بدايتها، التعاون بين الضباط الأحرار والإخوان المسلمين. وقد كان بعض الضباط الأحرار منهم، بما في ذلك الوصي على العرش، لولا الشقاق الذي وقع بين الفريقين في أزمة مارس 1954م، والذي تعاني منه الثورة حتى الآن عبر الجمهوريات الثلاث. وظلت الولايات المتحدة وإسرائيل تضعان العقبات، وتوحي بالتناقضات بين الثورة الإسلامية في إيران والقومية العربية، مرة باسم الجزر الثلاث في مدخل الخليج، وقد كانت مناطق للتكامل على ضفتي الخليج، ورمزا لحسن الجوار كما فعل عبد الناصر في محافظة وادي حلفا كمحافظة تكامل بين مصر والسودان، وكما يمكن استمراره في محافظة حلايب وشلاتين حتى تبتلع الحدود المصطنعة التي وضعها الاستعمار بين كل دولتين عربيتين قبل الرحيل بين مصر وليبيا في واحة جعبوب، وبين مصر وفلسطين في مثلث العوجة، وبين الجزائر والمغرب في واحة تندوف، وبين اليمن والسعودية في عسير ونجران، وبين الإمارات وعمان في واحة البريمي، وبين سورية وفلسطين في وادي الحمة، وبين سورية ولبنان في مزارع شبعا، وبين الكويت والسعودية في مثلث تحت وصاية الأمم المتحدة، وبين الكويت والعراق على آبار النفط على الحدود، والتي كانت سبب غزو العراق للكويت في حرب الخليج الثانية.
ومشروع الثورة الإسلامية في إيران لفلسطين يتجاوز المشروع العربي في إزالة آثار العدوان، لا فرق بين نكبة 1948م ونكسة 1967م. وما زالت تتحدى الهيمنة الأمريكية دفاعا عن حقها في تخصيب اليورانيوم في منطقة تزخر بالسلاح النووي في إسرائيل وفي باكستان، وإسرائيل تهدد بضرب إيران بمفردها أو بالتعاون مع الولايات المتحدة، وحق الدفاع عن النفس حق مشروع. وهو ما يكشف المعيار المزدوج للغرب في التعامل مع إسرائيل التي لم توقع على معاهدة منع انتشار السلاح النووي، ولا تسمح أن يفتش على مفاعلها النووي.
النووي الإيراني قوة للعرب في مواجهة النووي الإسرائيلي. والثورة الإسلامية في إيران ظهير للثورة العربية، وهي الآن تعيد سيرة ناصر وهو يتحدى الاستعمار الغربي قبل العدوان الثلاثي في 1956م. وتقف الشعوب العربية والإسلامية مع الثورة الإسلامية في إيران في دفاعها عن استقلالها الوطني، وتحديها قوى الهيمنة والاستعمار الجديد الذي تمثله الولايات المتحدة الأمريكية.
অজানা পৃষ্ঠা