الحكم قد وَقع وَالْخطاب قد ارْتَفع أعرض من أعرض وَسمع من سمع
وانشدوا
قطعت زماني حينا فحينا ... أدير من اللَّهْو فِيهِ فنونا
وأهملت نَفسِي وَمَا أهملت ... وهونت من ذَاك مَا لم يهونا
وَرب سرُور شفى غلَّة ... وَولى فأعقب حزنا رصينا
وَكم آكل سَاعَة مَا يُرِيد ... يكابد مَا أورثته سنينا
وَمَا كَانَ أغْنى الْفَتى عَن نعيم ... يعود عَلَيْهِ عذَابا مهينا
وَكم وعظتني عظات الزَّمَان ... لَو أَنِّي أصيخ إِلَى الواعظينا
وَكم قد دَعَاني دَاعِي الْمنون ... وأسمع لَو كنت فِي السامعيا
وماذا أُؤَمِّل أَو أرتجيه ... وَقد جزت سبعا على الأربعينا
فَلَو كَانَ عَقْلِي معي حَاضرا ... سَمِعت لعمري مِنْهُ أنينا
وَلنْ يبرح الْمَرْء فِي رقدة ... يغط إِلَى أَن يوافي المنونا
فتوقظه عِنْدهَا روعة ... تقطع مِنْهُ هُنَاكَ الوتينا
وَإِذ ذَاك يدْرِي بِمَا كَانَ فِيهِ ... وتجلو الْحَقَائِق مِنْهُ الظنونا
وَقَالَ أنس فِي قَول الله ﷿ ﴿الَّذِي خلق الْمَوْت والحياة ليَبْلُوكُمْ أَيّكُم أحسن عملا﴾ قَالَ أَكْثَرَكُم للْمَوْت ذكرا وَأحسن اسْتِعْدَادًا وَأَشد مِنْهُ خوفًا وحذرا
وَقَالَ حُذَيْفَة ﵁ مَا من صباح وَلَا مسَاء إِلَّا ومناد يُنَادي أَيهَا النَّاس الرحيل الرحيل
وَقَالَ بَعضهم أَيهَا الْإِنْسَان إِنَّمَا أَنْت نَازل من الدُّنْيَا فِي منزل تعمره أَيَّام عمرك ثمَّ تخليه عِنْد موتك لمن ينزله من بعْدك وانشدوا
أخل لمن ينزل ذَا الْمنزل ... وارحل فقد آن أَن ترحل
وارحل بِمَا قد كنت جمعته ... واحمله إِن خليت أَن تحمل
1 / 81