مَا تُرِيدُ العداة مني وَإِنِّي ... لبحال يرق لي المبغضونا
زفرات هتكن خلب فُؤَادِي ... وهموم قطعن مني الوتينا
خُنْت عهد المليك قولا وفعلا ... واتخذت الْخلاف شرعا ودينا
غرست فِي الْحَيَاة كفي شرا ... فاجتنيت الْعقَاب مِنْهُ فنونا
لَيْتَني لم أكن وَأَيْنَ لمثلي ... ظَالِم نَفسه بِأَن لَا يَكُونَا
يَا خليلي وَلَا خَلِيل لي اليو ... م سوى حسرة تديم الأنينا
ربح الرابحون وَانْقَضَت السو ... ق وخلوا بغبنه المغبونا
فابكني إِن يكن بكاك مُفِيدا ... أَو فَدَعْنِي وعصبة يبكونا
وَأما الآخر الَّذِي كتب إِلَيْهِ الْملك بِمثل مَا كتب بِهِ إِلَى هَذَا فَإِنَّهُ أَخذ كتاب الْملك وَقَبله وقرأه وتصفحه وتدبره وَقَالَ أرى الْملك قد كتب إِلَيّ بِأَن أعمل لَهُ كَذَا وَكَذَا وأقضي لَهُ كَذَا وَكَذَا وَأنْظر لَهُ فِي كَذَا وَكَذَا وَمن أَيْن سبقت لي هَذِه السَّابِقَة عِنْد الْملك وَمن الَّذِي عني بِي عِنْده وَمن الَّذِي أنزلني مِنْهُ بِهَذِهِ الْمنزلَة حَتَّى جعلني من بعض خُدَّامه والقائمين بأَمْره والناظرين فِي أَعماله
وَالله إِن هَذِه لسعادة وَالله إِن هَذِه لعناية الْحَمد لله رب الْعَالمين ثمَّ نظر فِي الْكتاب وَقَالَ أسمع الْملك وَقد قَالَ لي فِي كِتَابه وانتظر رَسُولي فَإِنِّي سأبعثه إِلَيْك ليأتيني بك وَأرَاهُ لم يحد لي الْوَقْت الَّذِي يبْعَث فِيهِ الرَّسُول إِلَيّ وَلَا سَمَّاهُ لي ولعلي لَا أفرغ من قِرَاءَة كِتَابه إِلَّا وَرَسُوله قد أَتَانِي وَنزل عَليّ وَالله لَا قدمت شغلا على شغل الْملك وَلَا نظرت فِي شَيْء إِلَّا بعد فراغي مِمَّا أَمرنِي بِهِ الْملك وإعدادي زادا أتزوده ومركوبا أركبه إِذا جَاءَنِي رَسُوله وحملني إِلَيْهِ
فتعرض لَهُ رجل وَقَالَ لَهُ لم هَذِه المسارعة كلهَا وفيم هَذِه الْمُبَادرَة كلهَا فَقَالَ لَهُ وَيحك أما ترى كتاب الْملك بِمَا جَاءَنِي أما تسمع مَا فِيهِ أما تصدقه
1 / 77