وَقَالَ هذي ثَمَرَات المنى ... فليجنها الْأَفْضَل والأفضلا
فَمن حَرِيم فض ختامه ... وَمن مليك فِي الثرى جندلا
حَتَّى إِذا بَات على عَرْشه ... مُسْتَوْفيا كل الَّذِي أملا
صَاح بِهِ صرف الردى صَيْحَة ... ألْقى بِأَعْلَى عَرْشه أسفلا
ودك فِي الأَرْض بإيوانه ... وزلزلت أرجاء ذَاك الملا
وَمر لَا ينعش من عَثْرَة ... إِلَّا إِلَى ثمت إِلَّا إِلَى
فَلَا سقت مصرعه مزنة ... وَلَا انجلت كربته لَا وَلَا
وخطب عَليّ ﵁ فَقَالَ أَلا وَإِن الدُّنْيَا قد أَدْبَرت وآذنت بوداع وان الْآخِرَة قد أَقبلت وآذنت باطلاع أَلا وَإِن الْمِضْمَار الْيَوْم والسباق غَدا أَلا وَإِن السبقة الْجنَّة والغاية الْمَوْت أَلا وَإِنَّكُمْ فِي أَيَّام مهل وَمن وَرَائه أجل يحثه عجل فَمن عمل فِي أَيَّام مهله قبل حُضُور أَجله نَفعه عمله وَلم يضرّهُ أمله وَمن لم يعْمل فِي أَيَّام مهله قبل حُضُور أَجله ضره أمله وساءه عمله
وَقَالَ عَليّ ﵁ أَلا وَإِن الدُّنْيَا قد ارتحلت مُدبرَة وَإِن الْآخِرَة قد أشرفت مقبلة وَإِن لكل وَاحِدَة مِنْهُمَا بَنِينَ فكونوا من أَبنَاء الْآخِرَة وَلَا تَكُونُوا من أَبنَاء الدُّنْيَا أَلا وَإِن الْيَوْم عمل بِلَا حِسَاب وَغدا حِسَاب بِلَا عمل أَلا وَإِن من أَشد مَا أَخَاف عَلَيْكُم خَصْلَتَيْنِ طول الأمل وَاتِّبَاع الْهوى أما طول الأمل فَإِنَّهُ ينسي الْآخِرَة وَأما اتِّبَاع الْهوى فَإِنَّهُ يصد عَن سَبِيل الله
وَقَالَ سلمَان الْفَارِسِي ﵁ ثَلَاث أعجبتني حَتَّى أضحكتني وَثَلَاث أحزنتني حَتَّى أبكتني أما الثَّلَاث الأول فمؤمل دنيا وَالْمَوْت يَطْلُبهُ وغافل وَلَيْسَ بمغفول عَنهُ وضاحك ملْء فِيهِ وَلَا يدْرِي أساخط عَلَيْهِ رب الْعَالمين أم رَاض عَنهُ
أما الثَّلَاث الَّتِي أحزنتني حَتَّى أبكتني ففراق مُحَمَّد ﷺ وفراق الْأَحِبَّة أَصْحَابه وَالْوُقُوف بَين يَدي الله تَعَالَى وَلَا أَدْرِي أيؤمر بِي إِلَى الْجنَّة أم إِلَى النَّار
وَقَالَ أَبُو بكر زَكَرِيَّا التَّيْمِيّ بَيْنَمَا هِشَام بن عبد الْملك فِي الْمَسْجِد الْحَرَام إِذْ أَتَى بِحجر مَكْتُوب فِيهِ بِاللِّسَانِ العجمي فَطلب من يَقْرَؤُهُ لَهُ فَأتى بوهب بن
1 / 64