يا أهل الليل قد أغلقت الملوك أبوابها، وطاف عليها حجابها، وطلبت كل صحبة أصحابها، وأرخى أهل المعاصي أستارها، وأنا الملك الجبار، ( العزيز الغفار الستار، أعطي عبادي، وأزيد أهل ودادي، ومن يختار على مراده مرادي )، أقول: يا عبادي، يا أهل ودادي، أبشروا بودادي، والثواب في معادي.
قال الوافد: ما أجرأ العباد على المعاصي! فلم يخافوا الأخذ بالنواصي. كم تغفل وتنام، وتظلم الأيتام، كأني بك وقد عافصك الحمام، وأنت غافل في ألذ منام، يا من هو مقيم على القبائح والآثام، أما تخاف انقطاع الأيام، وحلول الحمام، وشهادة الملائكة الكرام ؟!
قال العالم: في الليل يقرع باب الوهاب، في الليل خلوة الأحباب، في الليل تقبل توبة من تاب، في الليل يستغفر من بهت واغتاب، في الليل يعمر القلب الخراب، في الليل يأتي الجواب، الليل لأهل الصلاة والمحراب.
يا أهل الأسحار لكم الأنوار، ( يا أهل الليل خففت عنكم الأوزار، يا أهل الليل أبشروا برضى الجبار، ومرافقة الأبرار، يا أهل الأسحار )، أقبلوا على الإستغفار، في صلاة الليل، النجاة من الويل، في المناجاة نجاة، في الصلاة صلاة، هلموا فهو ذو الإجابة، أقبلوا فهو ذو الإنابة، اعملوا بالصواب، يفتح لكم الأبواب، ( أطيعوا فهو يضاعف لكم الثواب).
سلوا الأمان، يا أهل الإيمان، تضرعوا إلى الحبيب، فهو من المتضرعين قريب، ارجعوا إليه يكن لكم من كل خير نصيب، السهر السهر، يا من هو على سفر، الإدلاج، يا طالب المنهاج، البكور البكور، يا من يريد السرور، الأسحار الأسحار، يا من أكثر الأوزار، ( الضراعة الضراعة، يا من كثر منه الإضاعة).
পৃষ্ঠা ৩০৮