فالمحكم كما قال الله: { ولم يكن له كفوا أحد } [الإخلاص:4]، و{ ليس كمثله شيء } [الشورى:11]، و{ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } [الأنعام:103]، ونحو ذلك، والمتشابه مثل قوله: { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } [القيامة:22]، معناها بين عند أهل العلم، وذلك أن تفسيره عندهم. أن الوجوه يومئذ تكون نضرة مشرقة ناعمة، إلى ثواب ربها منتظرة، كما تقول: لا أنظر إلا إلى الله وإلى محمد، ومحمد غائب، ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة، معناه: لا يبشرهم برحمته، ولا ينيلهم ما أنال أهل الجنة من الثواب، فعندما لا ينظر الله إليهم يوم القيامة يراهم.
ثم قال: { فمن كان يرجوا لقاء ربه{ ، يقول: ثواب ربه، { فليعمل عملا صالحا } [الكهف:110]، وقال: { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } [المطففين:15].
وأما الله عز وجل فلا يرى في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك أن ما وقع عليه البصر فليس بخالق ولا قادر.
وكذلك يأخذ الإنسان في العدل والتوحيد بهذه الآيات: { إن الله لا يأمر بالفحشاء } [الأعراف:28]، { ولا يرضى لعباده الكفر } [الزمر:7]، وإذا مر عليه شيء من القرآن يقع عنده أنه مخالف لهذه الآية فليعلم أن تفسيره مثل تفسير المحكم، إلا أنه جهل تفسيره، مثل قول الله عز وجل: { وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض } [الإسراء:4]، أي: تختارون اسم الفساد، كما قال: { وقضينا إليه ذلك الأمر } [الحجر:66]، يقول: أعلمناه.
والوجه الثاني في القضاء: أمر، كما قال سبحانه: { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } [الإسراء:23].
পৃষ্ঠা ১০১