فكانت النبوة والإمامة والوصية والملك في ولد إبراهيم صلى الله عليه، إلى أن بعث الله محمدا صلى الله عليه وعلى آله فأفضت النبوة إليه، وختم الله الأنبياء به، وجعله خاتم النبيين وسيد المرسلين، وقال: { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت } [هود:73]، وقال: { وجعلها كلمة باقية في عقبه } [الزخرف:28]، وقال: { أم يحسدون الناس على ما ءاتاهم الله من فضله فقد ءاتينا ءال إبراهيم الكتاب والحكمة وءاتيناهم ملكا عظيما } [النساء:54]، وقال موسى صلى الله عليه لقومه: { ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وءاتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين } [المائدة:20]، وقال: { ولقد ءاتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين } [الجاثية:16]، وقال: { إن الله اصطفى ءادم ونوحا وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم } [آل عمران:3334]، فكانت النبوة في إبراهيم ثم أفضت إلى إسماعيل، ثم إلى إسحاق، ثم إلى ابنه يعقوب، ثم إلى ابنه يوسف، ثم في بني إسرائيل - وهو يعقوب - الأول فالأول، حتى كان آخرهم عيسى صلى الله عليهم أجمعين، ثم حول الله النبوة إلى محمد خاتم النبيين، فقال سبحانه: { محمد رسول الله } [الفتح:29]، ثم قال: { وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } [الحشر:7]، وقال النبي صلى الله عليه وآله: ((إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.)) ، وقال سبحانه: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } [الأحزاب:33]، فبين الأمر سبحانه فيهم وأوضحه، { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما } [النساء:165]، ومحمد من ولد إسماعيل بن إبراهيم، وكذلك ذريته.
ثم قال سبحانه: { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا{ ، فورثة الكتاب: محمد، وعلي، والحسن، والحسين، ومن أولدوه من الأخيار. ثم قال في ولدهم: { فمنهم ظالم لنفسه } [فاطر:32] ، ففيهم إذ كانوا بشرا ما في الناس.
وقال: { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار } [هود:113]، كما قال في ولد إبراهيم وإسحاق صلى الله عليهما: { ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين } [الصافات:113].
وكان فيما بين الله عز وجل لخليله إبراهيم صلى الله عليه؛ إذ قال إبراهيم: { ومن ذريتي{ فقال له ربه: { لا ينال عهدي الظالمين{ ، ثم قال: { ألا لعنة الله على الظالمين } [هود:18]، وقال: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [المائدة:44]، و{ الظالمون } [المائدة:45]، و{ الفاسقون } [المائدة:47].
পৃষ্ঠা ৭০