وقول الباقين: إن كلام الله عز وجل وكل ما ذكرناه آنفا فعل من أفعال الله عز وجل، وأن الكىم فعل المتكلم، وكذا قوله وخطابه وأمره ونهيه.
ومن محصول كلام الأشعري أن الكلام معنى في النفس قائم لا يختلف، كالعلم والقدرة، ولا يوصف بحرف ولا صوت. ونسبة الأمر إليه نسبة النهي، وإنما وإنما وقع الاختلاف في العبارة باللسان في الألفاظ والبيان. فالكلمة من الله عز وجل ينفهم منها لأهل الأمر أمرهم ولأهل النهي نهيهم. فالعام فيه هو الخاص والظاهر هو الباطن، لا يحتمل الوجوه، وإنما الاختلاف في ظاهر العبارة. واستدلوا بقول الأخطل النصراني حيث يقول/ (¬1) :
... إن الكلام لفي الفؤاد وإنما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلا
ويؤخذ عليهم في هذا الاستدلال من ثلاثة أوجه:
أحدهما: استدلالهم بكلام كافر نصراني غير مأمون على الشريعة.
والثاني: التقول على اللغة، وإنما يقبل فيها عن مثله القول لا التقول.
... ولو كنا ممن يصغي إلى ما شرعته لنا العرب عن الله عز وجل في أشعارها لجوزنا قول القائل (¬2) :
... أبني لبينى لا أحبكم ... ... وجد الإلاه بكم كما أجدا
وقول الشاعر:
... وذو العرش محمول على ظهر سبعة ... ولولاه ما راموا النهوض ولا كادوا
وقول الشاعر:
... وإنالله ذاق حلوم قيس ... فلما رءا خفتها قلاها
فلو عكس عليه هذا الشعر بعض نظرائه فقال:
إن الكلام لفي اللسان وإنما جعل اللسانعلى الفؤاد رقيبا ... أو أميرا ... أو دليلا، لما زاد.
والثالث/: قد رد الله عز وجل قوله بقوله:
{
পৃষ্ঠা ৪১