وأما صحيح وفاسد فمن مواضعات الفقهاء بينهم البين. فما أمروا بإنفاذه قالوا صحيحن كالصلاة في الدار المغصوبة، وما أمروا فيه بإعادته قالوا فاسد؛ كالصلاة للحاقن. والحمد لله رب العالمين.
باب
أحكام الخطاب الوارد من الله تعالى
أعلم أن الخطاب الوارد من الله تعالى ومن الرسول عليه السلام ومن الأئمة الخلفاء الراشدين الهادين/ المهتدين الذين يقضون بالحق وبه يعدلون رحمه الله، لا يخلو من أن يكون حقيقة أو مجازا (¬1) .
فالحقيقة كل لفظ استعمل له كفول العرب: هذا أسد، للشجاع، ويحر للسخي، ونجم للأهتداء. وقال الله تعالى في محكم كتابه في عقلاء مبصرين سميعين: { صم عمي بكم فهم لا يعقلون } (¬2) ومعلوم أنهم يسمعون ويبصرون ويعقلون، لكنهم تصاموا وتباكموا وتعاموا، وفعلوا أفعال من لا يعقل ولا يسمع ولا يبصر.
فصل في الحقيقة
والحقيقة تنقسم قسمين: مثجمل ومفصل. فالمجمل ما لا ينفهم المارد به من لفظه، ويفتقر في بيانه إلى غيره، كقوله تعالى: { وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا } (¬3) فالحق مجهول الجنس والنصاب. ولقوله تعالى: { ولكل جعلنا مواليا مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه
পৃষ্ঠা ৩৮