... والروح أمر رباني نسب الله معرفة علمه إليه، لا سبيل إلى القول فيه إذ لم يأذن الله لنبيه عليه السلامفيه. وقد ذكر الله تعالى خلقه أبينا آدم عليه السلام فنسب جسده إلى الطين/ ونسب روحه إليه فقال عز من قائل: { وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. ثم سواه ونفخ فيه من روحه } (¬1) وقال أيضا: { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } (¬2) ثم قال أيضا: { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } (¬3) . لكن أفعال الإنسان الشريفة (العلية) (¬4) مع أضرارها منسوبة إلى الروح من الفطنة والعلم والجهل والكبر والشرف والرئاسة والسيادة وسمو الهمة والعجب والإفضال والجود والكرم وما أشببها.
أما الحياة فيه اجتماع الروح والجسد وكونه فيه وهي عرض من الأعراض، والروح والنفس جوهران. وأما العقل فقد اختلف فيه على أربعة أقوال:
أحدهما: أنه غريزة في القلب يتهيأ بها درك العلوم النظرية/ الاستدلالية اختيارية. والإشارة في هذا إلى الطبيعة.
الثاني: أنه جوهر روحاني بسيط مركوزة في جبلته العلوم العقلية المنسوبة إليه الفطرية، يعلمها لا بتعلم ولا تعليم ولا يتخالجه الشك فيها.
الثالث: أنه العلوم العقلية نفسها من الواجبات والجائزات والمستحيلات وهو مصدر من قوله: علمت علما، وعقلت عقلا، فعلى هذا القول هو من أفعال القلب.
الرابع: أنه العلوم التجريبية النظرية، وهو من أفعال القلب، غير أن هذا كسب وتلك ضرورة، فالأولان جوهران والآخران عرضان.
والأصل أنه جسماني بسيط مركوزة فيه علومه الجبلية، ويستعملها للعلوم التتجريبية والنظرية، وينفرد عن البهائم بذكر ما مضى، ويعلم ما يأتي وما يذر، ويزداد بالتجارب استحكاما./ ولقد جاءت الشريعة بهذه المعاني:-
পৃষ্ঠা ২৪