وعلوم الكسب تقع من أوجه؛ أحدها: ما يقع من جهة الاستدلال بما أدركت الحواس وما دل عليه ما أدركته الحواس. فاالاستدلال بما أدركت الحواس كالصوت تدركه الحاسة إذاكان موزونا منغما ومؤلفا دل على حسن قائلة أو ذمه، وعلى جهله أوعلمه. والذي يدل عليه هذا الصوت المنغم المؤلف المنظم من أمر ونهي وخبر واستخبار وهو ما دل عليه ما أدركت الحواس.
الثاني: ماوقع العلم به من جهة النظر والبحث من علوم الشرائع والفقه، وهي علوم معنوية كعلوم الفقه والشرائع والطب والعبارة والفتاوى
الثالث: ما وقع العلم به من جريان العدة في علم الصناعات والحرف.
وأختلف الناس في حد العلم على ثلاثة أقوال:/ فقولنا حد العلم معرفة الشيء على ما هو به. والأحسن عندي درك الشيء على ما هو به. وقد قصرت العرب المعرفة على درجة في نهاية العلم وسبق أمور تلوح للعارف. والأصل في المعرفة درك تقدمه علم. وبعضهم يقول في حد العلم: هو معرفة المعلوم على ما هو به، وهو قول الأشعرية، وهربوا من الشيء إلى المعلوم وقالوا: إن معلوما موجودا ومعدوما وشيئا وغير شيء. ولهم فيه حدود زهاء عشرين.
والثالث: منهم أيضا من يقول: لا حد له، هو أظهر من أحد يحد. وإنما قال هذا (¬1) القائل هذا القول لتعذر حضره وعظم خطره
باب القول في الروح والقعل
পৃষ্ঠা ২৩