تمت الصدرة. من ها هنا/ مشره في المقصود الذي أردناه، ونبتدئ بطرق العلم ونوطدها توطيدا، ونمهدها تمهيدا إن شاء الله, ولا حولة ولا قوة إلا بالله.
باب
أقسام العلوم
أعلم أن الطرق التي تطرق فيها العلوم إلى العباد ثلاثة أقسام: حس متصل، وحس منفصل، وحس بنية . فالحس المنفصل كاللمس والذوق، والحس المنفصل هو الرؤية والسمع والشم. وحس البنية ما يجده الإنسان من نفسه من غير طريق الحاسة كالألم واللذة، والفرح والحزن، والوجود والعدم، والحدوث والقدم.
وتنقسم العقليات ثلاثة أقسام: واجب، وجائز، ومستحيل. فأما الواجب فهو ما لا بد من كونه كمعرفة الفاعل بعد ثبوت الفعل. قال الله تعالى: { أفي الله شك فاطر السموات والأرض } (¬1) فأثبت الشك عمن انتفى عنه/ جهل الفطور، فليس بعد انتفاء الشك إلا العلم. ومن قبيله شكر المنعم، بعد حصول النعم، وكفره.
ومن الواجبات أيضا ثبوت القدرة لمن ثبت له العقل، وثبوت العلم لمن ثبتت له القدرة، وثبوت الحياة لمن ثبت له العلم، وثبوت الوجود لمن ثبتت له الحياة، فهذه مقتبسة من أوائل العقول في مثلها.
وأما المستحيل فكاجتماع الضدين ووجود شيء واحد في مكانين، وتحرك الجسم إلى جهتين، ومحال فاعل غير قادر، وقادر غير عالم، وعلام غير حي، وحي غير موجود.
وأما الجائز فما عرى منهمان وسيوغ في العقل وجوده وعدمه.
وينقسم الشرع المسموع ثلاثة أقسام: أصل ومعقول أصل، واستصحاب حال الأصل.
وينقسم الأصل ثلاثة أقسام: الكتاب والسنة والإجماع. وينقسم معقول الأصل/ ثلاثة أقسام: لحن الخطاب، وفحوى الخطاب، ومعنى الخطاب، وهو العبرة. وينقسم اتصحاب حال الأصل ثلاثة أقسام: براءة الذمة، وشغل الذمة، والاستحسان.
পৃষ্ঠা ১৭