كالإيمان به حاضرا وأفضل. ويتتبع فوائده، فإنه قد أوتي جوامع الكلم. وقد عوتب في قلة الكلام فقال لأصحابه: «أعذروني فإني رسول مبلغ (¬1) « ولينته عند أمره ونهيه، قال الله تعالى: { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } (¬2) وقال بعضهم: ما قطع كلام رسول الله عليه السلام أحد عن أحد إلا أصابته فتنة في دينه. ونعوذ بالله من سوابق الشقاء.وينبغي (له) (¬3) أن يستعمل الأصغاء والقبول، ولا يقابله بالرد والعدول ولا يضرب بين أقواله ولا يناقضها بأفعاله، وليؤمن ويصدق، أو ليتوفق حتى يقق، ولا يستقبلها بالتكذيب إذا ظهر/ فيها شيء من التشبيه بل يطلب لها تأويلا يحملها عليه تحميلا، ويقول: غن صح الحديث. وليقتصر في كلامه على أدنى ما يبلغ به مراده فإنه البلاغة. وما زاد فعي. وليجتنب التكرار والترداد فإنه من العي، وليجتنب التقعير (¬4) فإنه التنفير. واليجتنب التشدق (¬5) والتفيهق (¬6) والتعمق (¬7) والتوهق (¬8) والتعمق (¬9) ، وليراع العقول الحضرة، ومن وراء ذلك الحفظة الكرام البررة. وليستعمل في كلامه إذا تلكم ألا يخطب ولا يطنب، ولا يسهب ولا يعجب ولا يطرب
ولا يصخب ولا يغضب ولا يكذب، وليحذر أن يستب فإن المستبين شيطانان يتهاتران، ولا يغتب أحدا. وليجتنب ما يعتذر منه، ولا يعذر نفسه في المواطن التي لا يعذر فيها غيره، ولكن عدلا وسطا بينه وبين ربه، وبينه وبين خصمه.
পৃষ্ঠা ১৬