فلم أدر ماذا تعني بالترك؟ وآثرت أن أروغ فقلت: «هل تعرفينها؟»
فقالت الخبيثة: «إنه يسأل هل أعرفها؟ قولي له يا توحة.»
فدار رأسي، وارتبكت، فما رأيتهما قط في بيتنا ولا في بيوت أحد من أهلنا أو معارفنا، وزاد شعوري بالشراك المنصوبة تحت كل كلمة، ولعنت الساعة التي أقدمت فيها على كلامهما، ولكني قد تورطت، وانتهى الأمر، ولم تبق لي حيلة، وخجلت أن أنهزم أمامهما فتشددت وقلت: «ما أجمل هذه المصادفة! بالله حدثاني عن نفسيكما ... إن أذني معكما ... لكل واحدة منكما أذن ... تكلما ... بارك الله فيكما، وفي ليلتي هذه معكما.»
فقالت الخبيثة: «ماذا جرى بينكما ... إلا أن يكون هذا سرا لا تحب الإفضاء به.»
فقلت: «لا لا لا ... وعلى أنه لم يجر بيننا إلا ما يجري بين الزوجين ... أعني عادة ...»
فقالت توحة وهي تضحك: «إن الذي تعنيه أختي ...»
فسألتها: «أختك؟»
فقالت: «نعم أختي ... من كنت تظنها؟»
فقلت: «كنت أظنها ... إ... أ... أختك.»
فأضحكهما هذا التخليط، وضحكت معهما، ولما قرت الضجة قلت: «والآن يا أختها بأي اسم تخاطبين نفسك حين تنظرين في المرآة؟»
অজানা পৃষ্ঠা