بدجلة وهي ترمي الخشب من برها فمشي على الماء ثم التفت إلى الصحابة فقال هل تفقدون من متاعكم شيئا فتدعوا الله ﷿. ورواه من طريق آخر وفيه أنه وقف على دجلة ثم حمد الله تعالى وأثنى عله ثم ذكر آلاءه وذكر سير بني اسرائيل في البحر ثم نهر دابته فانطلقت تخوض في دجلة واتبعها الناس حتى قطعها الناس. وبإسناد الامام أحمد أيضا أن أبا مسلم كان بأرض الروم فبعث الوالي سرية ووقت لهم وقتا فأبطأوا عن الوقت فاهتم أبو مسلم بإبطائهم فبينما هو يتوضأ على شط نهر وهو يحدث نفسه في أمرهم إذ وقع غراب على فأرة مقابلة فقال يا أبا مسلم اهتممت بأمر السرية فقال أجل فقال لا تهتم فإنهم قد غنموا وسيردون عليكم يوم كذا في وقت كذا فقال به أبو مسلم من أنت يرحمك الله فقال أنا مفرح قلوب المؤمنين فجاء القوم في الوقت ذكر على ما ذكر. وبإسناد أحمد أن أبا مسلم كان جالسا مع اصحابه في أرض الروم يحدثهم فقالوا يا أبا مسلم قد اشتهينا اللحم فلو دعوت الله تعالى فرزقنا فقال اللهم قد سمعت قولهم وأنت على ما سألوا قادر فما كان إلا أن سمعوا صياح العسكر فإذا بظبي قد أقبل حتى مر بأصحاب أبي مسلم فوثبوا إليه فأخذوه. وبإسناد احمد أن الناس قحطوا على عهد معاوية فخرج يستسقي بهم فلما وصلوا إلى المصلى قال معاوية لأبي مسلم قد ترى ما حل بالناس فأدع الله تعالى قال افعل على بعض شرط فقام وعليه برنس فكشف البرنس عن رأسه ثم رفع يديه ثم قال اللهم إنا منك نستمطر وقد جئت إليك بذنوبي فلا تخيبني عندك لي خير فاقبضني إليك وكان ذلك يوم الخيمس فما أبو مسلم يوم الخميس المقبل رضي الله تعالى عنه. وبإسناد الحافظ إلى طاهر السلفي عن شرحبيل بن مسلم أن الأسود بن قيس العنسي الكذاب لما ادعى النبوة باليمن بعث إلى أبي مسلم الخولاني فلما جاءه قال أتشهد أني رسول الله قال ما أسمع
قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم فردد ذلك عليه فأمر بنار عظيم فأججت فألقى فيها أبا مسلم فلم تضره فقيل انفه عنك وإلا أفسد عليك من تبعك فأمره بالرحيل فأتي أبو مسلم المدينة وقد توفي رسول الله ﷺ واستخلف أبو بكر رضي الله تعالى عنه فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد فقام يصلي إلى سارية فبصر به عمر فقام إليه فقال ممن الرجل فقال من أهل اليمن قال فلعلك الذي حرقه الكذاب بالنار قال ذلك عبد الله بن ثوب قال نشدتك الله أنت هو؟ قال اللهم نعم فاعتنقه ثم بكى ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه من فعل به كما فعل بإبراهيم ﷺ خليل الرحمن قلت هذا من أجل الكرامات وأنفس الأحوال الباهرات وقوله لا أسمع يحتمل وجهين أحدهما معناه لا أقبل الثاني أنه على ظاهره وأن الله تعالى سد مسامعه عن هذا الباطل الشديد الفحش. وقد اقتصر بعض الأئمة على الاحتمال الأول والاحتمال الثاني عند أظهر. وقال أحمد بن أبي الحواري في كتاب الزهد له حدثني سليمان كان عبد الواحد بن زياد رضي الله تعالى عنه أصابه الفالج فسأل الله ﷿ أن يطلقه في أوقات الوضوء فكان إذا كان وقت الوضوء قام من سريره حتى يذهب فيتوضأ فإذا عاد إلى سريره عاد إليه الفالج والله اعلم. وروينا بإسنادها السابق للقشيري ﵀ قال سمعت أبا حاتم السجستاني يقول سمعت أبا نصر السراج يقول دخلنا تستر فرأينا في قصر سهل بن عبد الله ﵀ بيتا كان الناس يسمونه بيت السباع فسالنا الناس عن ذلك فقالوا كانت السباع تجيء إلى سهل فكان يدخلها هذا البيت ويضيفها ويطعمها اللحم ثم يخليها. قال أبو نصر ورأيت أهل تستر كلهم متفقين على هذا وهم الجمع الكثير. وبه إلى القشيري قال سمعت أحمد بن محمد اليمني يقول سمعت عبد الله بن على الصوفي يقول سمعت حمزة بن عبد الله العلوي يقول دخلت على أبي الخير التيناتي ﵀ وكنت اعتقدت في نفسي أن أسلم عليه وأخرج ولا آكل عنده طعاما فلما خرجت من عنده ومشيت قدرا وإذا به أتى خلفي وقد حمل طبقا عليه طعام وقال يا فتى كل هذا فقد خرجت الساعة من اعتقادك قال وابو الخير هذا مشهور بالكرامات. أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم فردد ذلك عليه فأمر بنار عظيم فأججت فألقى فيها أبا مسلم فلم تضره فقيل انفه عنك وإلا أفسد عليك من تبعك فأمره بالرحيل فأتي أبو مسلم المدينة وقد توفي رسول الله ﷺ واستخلف أبو بكر رضي الله تعالى عنه فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد
1 / 71