أما الكتاب: فمن وجوه:
أحدها: أن الله سبحانه تحدى الخلق بالإتيان بمثله، فقال سبحانه: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}.
وقال تعالى: {أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون. فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين} وقال سبحانه: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين} وقال تعالى: {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله} وقوله: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله}، وقال: {فأتوا بعشر سور مثله مفتريات}.
والتحدي إنما وقع بالإتيان بمثل هذا الكتاب بغير إشكال؛ لأن ما في النفس لا يدري ما هو، ولا يسمى سورا، ولا حديثا، فلا يجوز أن يقول: فأتوا بحديث مثل ما في نفس الباري، ولأن المشركين إنما زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم افترى هذا القرآن، وتقوله فرد الله عليهم دعواهم بتحديهم بالإتيان بمثل ما زعموا أنه مفترى ومتقول دون غيره، وهذا واضح لا شك فيه.
الثاني: أنهم سموه شعرا، فقال الله تعالى: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين}.
পৃষ্ঠা ১২৮