وقال: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام، وقال أحد علماء شاش:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة ... إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال: حدثنا ... وما سوى ذاك وساوس الشياطين
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه: لا يفلح صاحب كلام أبدا، ولا تكاد ترى أحدا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل.
وقال أبو يوسف رحمة الله عليه: من طلب العلم بالكلام تزندق.
وقال محمد بن شجاع الثلجي: سمعت الحسن بن زياد اللؤلؤي وقال له رجل في زفر بن الهذيل: كان ينظر في الكلام، فقال: سبحان الله، ما أحمقك، ما أدركت مشيختنا: زفر وأبا يوسف وأبا حنيفة ومن جالسنا، فأخذنا عنهم غير الفقه والاقتداء بمن يقدمهم.
وقال جعفر الخواص: سمعت الجنيد بن محمد يقول: من كان سبيله ومذهبه الكلام لا يفلح.
ولو تقصينا ذم العلماء الكلام لطال، لكن ذكرنا الأئمة الأربعة، فإن أكثر أهل الإسلام فيما علمنا منتسبون إليهم، وراجعون إلى مذهبهم، وهذا حال الكلام عندهم، فكيف يحتج به أو يرجع إليه؟ سيما وقد عارض الكتاب والسنة والإجماع، وإن من يترك هذه الأصول الثلاثة لأجل شيء من الكلام الذي هذا حاله لعصي الرأي، مسلوب التوفيق.
الثالث: أن نفرد كل وجه بجواب:
أما قولهم: إن الحروف إنما تكون من مخارج، قلنا: من أين علمتم هذا؟ فإن قالوا: لأنها في حقنا كذلك، فكذلك في حق الله تعالى قياسا له علينا.
পৃষ্ঠা ১৪৩