وبعين مفتقر إليك رأيتني
فهجرتني ونزلت بي من حالق
لست الملوم أنا الملوم لأنني
أنزلت حاجاتي بغير الخالق
(1/232)
عن أبي عمر الزاهد أنه أنشد للشافعي رحمه الله:
وإذا سمعت بأن مجدودا حوى
عودا فأثمر في يديه فصدق
وإذا سمعت بأن محروما أتى
ماء ليشربه فغاض فحقق
ومن الدليل على القضاء وكونه
بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق
(1/232)
عن أحمد بن يحيى ثعلب قال: أنشدنا عبد الله بن شبيب:
ليس اختيار ولا عقل ولا أدب
يجدي عليك إذا لم يسعد القدر
ما يقضه الله لا يعييك مطلبه
والسعي في نيل ما لم يقضه عسر
كم مانع نفسه آرابها حذرا
للفقر ليس له من ماله ذخر
إن كان إمساكه للفقر يحذره
فقد تعجل فقرا قبل يفتقر
(1/232)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنشدنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن إسحاق النحوي أنشدنا أحمد بن عبيد الله الدارمي بأنطاكية لنفسه:
يا لائم الدهر على ما بنا
لا تلم الدهر على غدره
فالدهر مأمور له آمر
ينصرف الدهر إلى أمره
كم كافر بالله أمواله
تزداد أضعافا على كفره
[و]مؤمن ليس له دانق
يزداد إيمانا على فقره
لا خير فيمن لم يكن عاقلا
يبسط رجليه على قدره
(1/232)
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وذكر قصة سليمان بن داود عليهما السلام في مسيره قال: فبينما هو يسير في فلاة إذ احتاج إلى الماء فجاءه الهدهد فجعل ينقر الأرض فأصاب موضع الماء فجاءت الشياطين فسلخت ذلك الموضع كما تسلخ الإهاب فأصابوا الماء قال نافع بن الأزرق: قف أرأيت الهدهد كيف يجيء فينقر الأرض فيصيب موضع الماء وهو يجيء إلى الفخ وهو لا يبصره حتى يقع في عنقه قال ابن عباس إن القدر إذا جاء حال دون البصر. (1/232-233)
পৃষ্ঠা ৪৪