داء الخنازير لدى شخص ما، يؤتى به ويطرح أمام الخنازير كي تأخذ الغدد وتلعقها، فتذهب الغدد. وهذا من النوادر» (1).
فكون المعلومة الطبية من بلد خارج نطاق بلاد الإسلام تجعلنا نخمن أن ناقلها كان رحالا زار تلك التخوم. وتجعلنا نحتمل أن يكون أحمد بن سيار بن أيوب المروزي (198- 268 ه-) الذي عرف بكثرة التجول وهو فقيه ومحدث مشهور حيث رحل إلى بخارى مع وفد لزيارة الأمير إسماعيل بن أحمد الساماني، وإلى بغداد وهو في طريقة للحج عام 245 ه- وإلى الشام ومصر (2). وهو على أي حال من أهالي تلك التخوم المجاورة للثغور الإسلامية.
سعيد بن الحسن السمرقندي
تحت عنوان «ذكر بعض مدن الأتراك وعجائبها» (172 أ) كتب ابن الفقيه فصلا بدأه ب (قال سعيد بن الحسن السمرقندي) هو أروع فصول الكتاب، الفصل الذي لا نجد له مثيلا في معلوماته الفريدة الغزيرة. والحقيقة فإن السمرقندي قد تجاوز في أواخر كلامه بلاد الأتراك وتوغل في الغابات المتشابكة الأشجار أي إلى الشمال من نهر الفولغا باتجاه قبائل (ويسو) الذين يقول عنهم أندريه ميكيل اعتمادا على كتاب حدود العالم، إنهم يقرنون مع الأقوام اليوغورية وهذا نص كلامه:
يقرنهم كتاب الحدود بالويسو الذين يحيلون إلى قوم فنيين: الفس النازلين في جنوب شرق بحيرة أونيغا » (3).
نقول هذا معتمدين على أن مدينة (سكوب) وهي آخر المدن التي ذكرها
পৃষ্ঠা ৩৪