Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين
তদারক
محمد رحمة الله حافظ الندوي
প্রকাশক
دار القلم
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى / ١٤٢٤ هـ
প্রকাশনার বছর
٢٠٠٣ م
জনগুলি
«تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» (١). وبالتالي فأحب نساء النبي ﷺ هي: من تكون أنفع لخدمة الدين ونشر الإسلام من غيرها.
والشيء الذي يميز أم المؤمنين عائشة (ض) على غيرها من أمهات المؤمنين هو بلوغ علمها ذروة الإحاطة والنضج في كل ما اتصل بالدين من قرآن وتفسير وحديث وفقه، والنضج في الاجتهاد، والنظر في دقائق المسائل، واستنباط الأحكام للوقائع الجديدة، والاضطلاع فيه، فكان من الطبيعي أن تكون هي أحب إلى رسول الله ﷺ من غيرها.
وقد فصل القول في هذا الموضوع العلامة ابن حزم (ح) في كتابه «الفصل في الملل والأهواء والنحل» (٢) وأثبت ذلك بالدلائل القاطعة.
روى أصحاب الكتب الستة عن أبي موسى الأشعري (ض) أن رسول الله. قال: «كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد
_________
(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الرضاع برقم ١٤٦٦، والبخاري في صحيحه كتاب النكاح برقم ٥٠٩٠، والترمذي في كتاب النكاح برقم ١٠٨٦، وأبو داود في سننه كتاب النكاح برقم ٢٠٤٧.
(٢) قال الإمام ابن حزم (ح) بعدما فصل القول في تفضيل أزواج النبي ﷺ جميعهن على جميع الصحابة الآخرين، وأثبت ذلك بأدلة من الكتاب والسنة ثم قال: فإذ قد ثبت كل ذلك على رغم الآبي فقد وجب ضرورة أن يشهد لهن كلهن بأنهن أفضل من جميع الخلق كلهن بعد الملائكة والنبيين ﵈، وكيف ومعنا نص النبي ﷺ عن أنس بن مالك قال: قيل: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة،
قال: من الرجال؟ قال: أبوها ... وقد قال الله ﷿ عنه ﷺ: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (*) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ فصح أن كلامه ﷺ أنها أحب الناس إليه، وحي أوحاه الله تعالى إليه ليكون كذلك، ويخبر بذلك لا عن هوى له، ومن ظن ذلك فقد كذب الله تعالى، لكن لاستحقاقها لذلك الفضل في الدين، والتقدم فيه على جميع الناس الموجب لأن يحبها رسول الله ﷺ أكثر من محبته لجميع الناس، فقد فضلها على أبيها وعلى عمر وعلي وفاطمة تفضيلا ظاهرا بلا شك. (انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل ١١٩/ ٣ - ١١٨).
1 / 80